للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجَدُّهم الأعْلَى يَحْيَى بن عُبَيْد أخو أبي عُبَادَة البُحْتُرِيّ الشَّاعر؛ وأبو القَاسِم هذا رَجُلٌ فَاضِلٌ مُقْرئٌ مُجَوِّدٌ، عَارِفٌ بعُلُوم القُرْآن واللُّغَة والنَّحو معْرفَة جَيِّدة، قَرأ القُرْآنَ على شَيْخنا أبي القَاسِم عليّ بن قاسم بن الزَّقَّاق الإشْبِيلِيّ المُقْرِئ وغيرِه، وقرأ اللُّغَة على شَيْخنا أبي اليُمْن زَيْد بن الحَسَن الكِنْدِيّ، والنَّحو على أبي الرَّجَاء مُحَمَّد بن حَرْب النَّحْوِيّ الحَلَبِيِّ، وسَمِعَ الحَدِيْث من أبي مَنْصُور أبيهِ، ومُحَمَّد بن أَسْعَد الجَوَّانِيّ، وأبي الفَرَج يَحْيَى بن أبي الرَّجَاء بن سَعْد الثَّقَفِيّ، وله شِعْرٌ.

تَصَدَّرَ بالمَسْجِد الجامع لإفَادة عُلُوم القُرْآن واللُّغَة والنَّحو سِنِين عِدَّةً، وكان له حَلْقَة به إلى أنْ ماتَ، كتبتُ عنه شَيئًا من شِعْره، وسَمِعْتُ منه جُزءًا من الحَدِيْث، وعلَّقتُ عنه فَوَائِدَ عن شُيُوخه، وسَألتُهُ عن مَوْلدِه، فقال: في سَنَة إحْدَى وسِتِّين وخَمْسِمائَة، ثمّ قَرَأتُ بخَطِّ والده أبي مَنْصُور: مَوْلد أبي القَاسِم، أنْشَأَهُ الله صَالِحًا، آخر السَّاعَة الثَّالثَة من نهار يَوْم الأرْبَعَاء ثاني عشرين شَوَّال سَنَة إحْدَى وسِتِّين وخَمْسِمائَة مُوافق أوَّل يَوْم من أَيْلُول سَنَة ١٤٧٦ يُونَانِيَّة (١).

أخْبَرَنا أبو القَاسِم أحْمَد بن هِبَةِ الله بن سَعْد الله الحَلَبِيّ قِراءَةً عليهِ بها، قال: أخْبَرَنا أبو الفَرَج يَحْيَى بن أبي الرَّجَاء بن سَعْد الثَّقَفِيّ الأصْبَهَانِيّ بحَلَب، قال: حَدَّثَنَا أبو عليّ الحَسَن بن أحْمَد بن الحَسَن الحَدَّاد، قِراءَةً عليهِ وأَنا حاضرٌ، قال: حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الحافِظُ أبو نُعَيْم أحْمَدُ بن عَبْد الله، قال: حَدَّثَنَا أبو إسْحاق إبْراهيم بن عَبْدِ الله بن عليّ بن يَحْيَى المَعْرُوف بابنِ أَبي العَزَائِم، قال: حَدَّثَنَا أبو عَمْرو أحْمَد بن حَازِم بن أبي غَرَزَة، قال: حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بن مُوسَى، عنِ أيْمَن بن نَابِل، عن قُدَامَة بن عَبْد الله، قال (٢): رَأيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَرْمي الجَمْرَةَ يَوْم النَّحْر على ناقةٍ صَهْباءَ، لا ضَرْب ولا طَرْدَ، ولا إليكَ إليكَ.


(١) تُقابل سنة ١١٦٦ م، وصورتها:
|
(٢) تقدم تخريجه في الجزء الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>