للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ثمّ أَجْرَى لي الجرايات والأرْزَاق السَّنِيَّةَ، وتاجَ جَوَائزَهُ، فما احتَجْتُ منذ ذلك وإلى الآن إلى غير جَوَائزه والسَّبْعَة الآلاف، فأنا أُنْفِقُ من جميع ذلك، ولا أُخْلقُ نَفْسِي بالتَّعَرُّض وأترَحَّمُ عليه.

أنْبَأنَا أحْمَدُ بن عَبْد الله بن عُلْوَان، عن أبي القَاسِم بن أبي مُحَمَّد الشَّافعيّ (١)، قال: أخْبَرَنا أبو غَالِب مُحَمَّد بن إبْراهيم الجُرْجَانِيّ المَعْروف بالدَّامغَانِيّ الصُّوْفيّ، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم إبْراهيم بن عُثْمان بن إِبْراهيم الجُلَّابيّ الجُرْجَانِيّ، قال: أخْبَرَتْنا فاطِمَةُ المعرُوفة ببِيْبِي بنت أبي عَبْدِ الله مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمن الطَّلَقيّ، قالت: حَدَّثَنَا أبو أحْمَد عَبْد اللهَ بن عَدِيّ الحافِظُ، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن خَلَف، قال: أخْبَرَني أحْمَدُ بن يَحْيَى البَلاذُرِيّ، قال: قال لي مَحْمُود الوَرَّاق: قُلْ من الشِّعْر ما يبْقَى لك ذِكْرُهُ، ويَزُولُ عنكَ إثْمُهُ، فقُلْتُ (٢): [من الخفيف]

اسْتَعدِّي يا نَفْسُ للمَوْتِ واسْعَي … لنَجَاة فالحَازِمُ المُسْتَعِدّ

قَدْ تَبَيَّنْتِ أنَّهُ ليسَ للحيِّ … خُلُودٌ ولا مِنَ المَوْتِ بُدُّ

إنَّما أنْتِ مُسْتَعيرَةُ ما سَوْفَ … تَرُدِّيْنَ والعَوَاري تُرَدُّ

أنْت تَسْهَيْنَ والحَوَادِثُ لا … تَسْهُو وتَلْهيْن والمَنَايا تَجِدُّ

أيّ مُلْكٍ في الأرْض أو أيّ حَظٍّ … لإمْرئ حَظُّه من الأرْضِ لَحْدُ

لا تُرَجِّي البَقَاءَ في مَعْدِن المَوْتِ … ودَارٍ حُتُوفُها لَكِ وِرْدُ

كيفَ يهْوَى إمرؤٌ لَذاذَةَ أيَّامٍ … عليهِ الأنْفَاسُ فيها تُعَدُّ

أخْبَرَنا أبو مَنْصُور بن مُحَمَّد الفَقِيه إذْنًا، قال: أخْبَرَني عَمِّي الحافِظ أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن (٣)، قال: بَلَغَني أنَّ البَلاذُرِيّ كان أَدِيْبًا رَاوِيَةً، لهُ كُتُبٌ جِيَادٌ،


(١) تاريخ ابن عساكر ٦: ٧٥.
(٢) الأبيات - عدا الثاني - في تاريخ ابن عساكر، وسوى السادس في معجم الأدباء ٢: ٥٣٣ ومرآة الزمان ١٦: ١٦٧، وتاريخ الإسلام ٦: ٥٠٦.
(٣) تاريخ ابن عساكر ٦: ٧٥ - ٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>