للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عَمْرو بن جَبَلَة، قال: حدثتنا مَنِيْعَة (a) بنتُ شُعْبَة الطَّائيَّةُ، قالت: سَمِعْتُ أُمِّي حَفْصَةُ بنتُ عُمَر الطَّائيَّة أَنَّها سَمِعتْ عائِشَةَ تقول: قال لي رَسُول الله - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم -: إذا أرَدْتِ أنْ يَذْكُرك اللهُ عنده فأَكْثري من قَوْل: لا حَوْلَ ولا قُوَّة إلَّا بالله، وسُبْحَان الله، والحَمَدُ لله، ولا إله إلَّا الله، والله أكْبر.

أنْبَأنَا أبو نَصْر مُحَمَّد بن هِبَةِ الله بن مُحَمَّد القَاضِي، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم بن أبي مُحَمَّد الشَّافِعيّ (١)، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن (b) مُحَمَّد، وأبو بَكْر عُمَر ابْنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بَاذُوَيْه السَّهْلِكيّ البِسْطَامِيِّ بقِرَاءَتي عليهما ببِسْطَام، قالا: أخْبَرَنا أبو الفَضْل مُحَمَّد بن عليّ بن أحْمَد البِسْطَامِيِّ السَّهْلِكيّ، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن مُحَمَّد بن القَاسِم الفَارِسيُّ، قال: سَمِعْتُ أحْمَد بن يَعْقُوب بن عَبْد الجَبَّار القُرَشِيّ يقول: دَخَلْتُ مع خَالي بَغْدَاد سَنَة ثَلاثٍ وثَلاثِمائة، وبَغْدَادُ تَغْلي بالعُلَمَاء والأُدَبَاءِ والشُّعَراءِ، وأصْحَاب الحَدِيْث، وأهْل الأخْبار، والمَجَالِسُ عَامِرةً، وأهْلُها مُتَوافرُونَ، فأرَدْتُ أنْ أطُوفَ المَجَالِسَ كُلّها، وأخْبر أخْبَارها فقيل لي: إنَّ هَا هُنا شَيْخًا يُقال له: أبو العَبَرْطَن (c) ؛ أمْلَح النَّاس، يُحَدِّثُ بالأعَاجِيْب، فقُلتُ لخالي: مُرْ نبا نَدْحُل على الشَّيْخ، فقال: إنَّهُ مُهَوّسٌ يَضْحَكُ منهُ النَّاسُ، فارْتَحلْنا من بَغْدَاد، ولم نَدْخُل عليه، وكُنت أجِدُ في القَلْب من ذلك ما أجدُ، حتَّى إذا كان انْحِدَاري من الشَّام بعد طُول من المُدَّة، وامْتِدَادٍ من الأيَّام والأعْوَام، وتُوفِّيَ خالي، فلمَّا دَخَلْتُ بَغْدَاد فأوَّل مَنْ سَألتُ عنهُ سَألْتُ عن أبي العَبَرْطَن، فقيل: يَعِيْشُ وله مَجْلِسٌ، فقُمْتُ وعمَدْتُ إلى الكَاغَد والمِحْبَرَة، وقَصَدْتُ الشَّيْخ، فإذا الدَّارُ مَمْلوءَةً من أوْلادِ المُلُوك والأغْنِيَاء، وأوْلاد الهاشِميِّيْن بأيديهم الأقْلَام يَكْتُبون، وإذا مُسْتَمْل قائم


(a) مهملة في الأصل، والإعجام موافق لما عند ابن عساكر.
(b) تاريخ ابن عساكر: أبو الحسين.
(c) كتب ابن العديم بخطه في الهامش: "المعروف: أبو العبرطز".

<<  <  ج: ص:  >  >>