وبَلَغَني أنَّ المَنَازِيّ عَمِلَ هذه الأبيات ليَعْرضها على أبي العَلَاء بن سُلَيمان إذا وصَل إليهِ، وقد عزَم على قَصْد المَعَرَّة لزيارة أبي العَلَاء، فلمَّا اجْتَمع بأبي العَلَاء وذَاكَره، أنْشَدَهُ هذه الأبْيَات، فَجَعَلَ المَنَازِيّ كُلّما أنْشَدَهُ المصرَاعَ الأوَّل من كُلِّ بيتٍ سَبَقهُ أبو العَلَاء إلى تَمَام البَيْت كما نَظَمَهُ، ولمَّا أنشدَهُ قَوْله:
نَزَلنا دَوْحَهُ فَحنَا عَلينا
قال أبو العَلَاء:
حُنُوَّ الوَالدَاتِ على الفَطِيمِ
فقال المَنَازِيّ: إنَّما قُلتُ:
حُنُوَّ الوَالدَاتِ على اليَتِيْمِ
فقال أبو العَلَاء: الفَطِيْم أحْسَنُ.
قَرأتُ بخَطِّ الشَّيْخ أبي الحَسَن عليّ بن عَبْد الله بن أبي جَرَادَة الحلِبيِّ، على ظَهْرِ كتابٍ وَقَعَ إليَّ بحَرَّان: للمَنَازِيّ الأُسْتَاذ أبي نَصر أحْمَد بن يُوسُف في ولَده أبي