للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوَفَاء عندَ وفاتِهِ بحَلَب وما كان له ولد غيره، وكان أحْسَن النَّاس صُوْرةً وأدَبًا، فلم يُرَ أصْبَرُ منه على الرَّزِيَّة بهِ (١): [من الطويل]

أَطَاقَتْ يَدُ المَوْت انْتزاعَكَ من يَدِي … ولم يُطِقِ المَوْتُ انْتزاعَك من صَدْري

لئن كُنْتَ مَبْثُوثَ المحاسِن في الحَشَا (a) فإنَّكَ مَمْحُوُّ المحاسِن في القَبْر (b)

فلا وَصْل إلّا بينَ عَيْنَيَّ والبُكا … ولا هَجَر إلَّا بين قَلْبيَ والصَّبْرِه

ووَقَعَ إليَّ بعد ذلك بَيْتٌ بعد البَيْت الثَّاني وهو:

رَجَوتُكَ طِفْلًا فَوْق ما يَرْتَجي الفَتَى … كذاك هِلَالُ الشْهر أرْجَى من البَدْر

ونَقَلْتُ من خَطِّ الشَّيْخ أبي مُحَمَّد عَبْدِ الله بن مُحَمَّد بن سَعيد بن سِنَان الخفاجِيّ الحَلَبيِّ، رَحِمَهُ اللهُ، على ظَهْر كتابٍ: وجَدْتُ في خِزَانَة الكُتُب بجامع آمِد حَرَسَهُ اللَّهُ، وقد دَخَلْتُ إليها في يَوْم الخَميس لثمانٍ بَقِينَ من صَفَر سَنَة إحْدَى وخمْسِين وأرْبَعِمائة، كِتَابًا فيه قِطْعَة من رَسَائِل أبي الفَضْل بن العَمِيْد، وعليه مَكْتُوب بخَطِّ أبي القَاسِم الحُسَين بن عليّ المَغْرِبيّ: وقال أبو نَصْر المَنَازِيّ، أيَّدَهُ اللهُ، يَوْم انْتِقَالِ عَابد عند الله احتَسبُه وهو الاثنين الثَّامن من صَفَر سَنَة ثَمانٍ وأرْبَعِمائة: [من الكامل]

يا مَنْ إذا افْتُدِي الكرامُ بمنْفسٍ … فلتَمْضِ أنْفُسُهُم فدَاءَ خَيَالِه

هَزَّتكَ حَادِثَةُ الزَّمان فلم تجدْ … لِيْنَ المهَزَّةِ في أرَقِّ نِصَالِهِ

وهو الزَّمانُ إذا تَغطرَسَ صرْفُهُ … أَهْدَى الكُسُوفَ لشَمْسِه وهِلَالهِ


(a) الوافي: ممحو المحاسن في الثرى.
(b) الوافي: محفوظ المحاسن في فكري.

<<  <  ج: ص:  >  >>