وزَعَم يَحْيَى بن نُجَيْم بن رَبيعَة؛ أحَدُ رُوَاةِ أهْل البَصْرَة، قال: قال يُونُس بن حَبِيْب في تَأوِيْل الأحْنَف بن قَيْس وقال: [من الوافر]
أنا ابنُ الزَّافِرِيَّة أرْضَعَتْنِي … بثَدْيٍ لا أَحَذُّ ولا وَخِيْمُ
أتَمَّتْنِي (a) فلم تَنْقُصْ عِظَامِي … ولا صَوْتي إذا اصطَكَّ الخُصُومُ
قال: إنَّما عنَى بقوله: عِظَامي: أسْنَانَهُ الّتي في فيْهِ، وهي الّتي إذا تَمَّت تَمّت الحُرُوف، وإذا نقصَتْ نَقَصَتْ الحُرُوفُ.
قال يُونُسُ: وكيف يقُول مثْلهُ:
أتَمَّتْنِي فلم تَنْقُص عِظَامِي
وهو أحْنَفُ من رِجْليهِ جَمِيعًا مع قول الحُبَابِ له: والله إنَّكَ لضَئِيلٌ، وإنَّ أُمَّكَ لوَرْهَاءُ، وكان أعْرَفَ بمَوَاقِع العُيُوب، وأبْصَر بدَقيقها وجَلِيْلها، وكيف يقُول ذلك وهو نَصْبُ عُيُون الأعْدَاء وشُعَراء الأعْدَاء، وهو أنْفُ مُضَر الّذي تَعْطِسُ به وابن العَرَب والعَجَم قَاطِبَةً.
أخْبَرَنا حَسَن بن أحْمَد الأَوَقِيّ، فيما أَذِنَ لَنا أنْ نَرْويَهُ عنْهُ، قال: أخْبَرَنا الحافِظ السِّلَفِيّ إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، قال: أخْبَرَنا ثَابِت بن بُنْدَار، قال: أخْبَرَنا الحُسَين بن جَعْفَر، قال: أخْبَرَنا الوَلِيد بن بَكْر، قَال: حَدَّثَنَا أبو مُسْلم صالح بن أحْمَد العِجْلِيّ (١)، قال: حَدَّثَني أبي، قال: والأحْنَف بن قَيْس بَصْريٌّ تَابِعيٌّ