للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العَرَب، قيِّمًا بالتَّاريخ والأخْبار، رَاويةً للدَّوَاوين والأشْعَار. له مُصَنَّفاتٌ عديدةٌ، ومَجَامِيْع في الأنْسَاب والتَّوَاريخ مُفِيْدَة.

سَمعَ من الحافِظ أبي القَاسِمِ عليّ بن الحَسَن بن هِبَة الله الدِّمَشقيّ، وابنه أبي مُحَمَّد القَاسِم بن عليّ، وأبي المَعالِي عَبْد الله بن عبد الرَّحْمن بن صَابِر السُّلَميِّ، والقَاضِي الفَاضِل عبد الرَّحيم بن عليّ البيسَانِيّ، وغيرهم.

دَخَلَ حَلَب مِرَارًا مُتَعدِّدَة، وقَطَنها بالآخرةِ إلى أنْ ماتَ بها، وحَدَّثَ بها ببعض كتاب النَّسَب للزُّبَيْر بن بَكَّار بروايته عن الحافِظ أبي القَاسِم الدِّمَشقيّ.

رَوَى عنهُ العِمَاد أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد في كتاب الخَرِيْدَة (١)، ورَوَى لنا عنْهُ شَيئًا من شِعْره القَاضِي أبو مُحَمَّد الحَسَن بن إبْراهيم بن الخَشَّاب، والشَّريف أبو المحاسِن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عَبْد الله الهاشميِّ الحَلَبِيَّان.

وكان فَاسِقًا مُدْمنًا لشُرْبِ الخَمْر، مُنْهَمِكًا في الخَلَاعَة فأعْرَض النَّاسُ عن السَّمَاع عليه لذلك.

أدْرَكْتُه بحَلَب ولم يَتَّفق لي الاجْتِمَاع به البَتَّة، وكان أوَّل دُخُوله إلى حَلَب - على ما قرأته بخَطِّه في بَعْض تَعَاليقه - في جُمْلَة المَلِك العادِل مَحْمُود بن زَنْكِي بن آقْ سُنْقُر في المُحَرَّم سَنَة تِسْعٍ وخَمْسِين وخسِمائَة.

وسَمِعْتُ الصَّدْر القَاضِي بَهَاء الدِّين أبا مُحَمَّد الحَسَن بن إبْراهيم بن الخَشَّاب الحَلَبيِّ يقول: وَرَدَ الشَّريفُ الإِدْرِيسِيّ إلى حَلَب بعد السِّتِّين والخسمائة، وأقام بها، واخْتَلَط بأهْلها، وهو على طَريْقَة حَسَنَة من التَّزَمّتِ والوَقَار.

قال: وغَلَبَ عليه في آخر عُمْرِه حُبُّ الخَمْر، والتَّهتُّكُ فيهِ، ومُعَاشَرَة الأرَاذِل والسَّفِلَة.


(١) خريدة القصر ١٢: ١٩٨، ١٤: ١٩٠، ١٤: ١٩٠، ٢٠١، ٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>