للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنْشَدَني القَاضِي أبو مُحَمَّد بن إبْراهيم، قال: أنْشَدَني عِزُّ العَرَب أبو الحَسَن إِدْرِيس الإِدْرِيسِيّ، قال: أنْشَدَني القَاضِي الفَاضِل عبد الرَّحيم بن عليّ بن البَيْسَانِيّ عند اجْتِمَاعي به، ولم يُسَمّ قائلَهُمَا (١): [من الوافر]

تَرَاهُ من الذَّكَاءِ نَحِيْفَ جِسْمٍ … عليهِ من تَوَقُّدِهِ دَلِيْلُ

إذا كانَ الفَتَى ضَخْم المَعَالِي … فليسَ يَعِيْبُه جِسْمٌ نَحِيْلُ

قال لي الشَّريفُ تَاج الدِّين أبو المَعَالِي الفَضْلُ ابن شَيْخنا افْتِخار الدِّين أبي هاشِم عَبْد المُطَّلِب بن الفَضْلِ الهاشِميِّ: كان قَدِمَ إلى حَلَب الشَّريف النَّسَّابَة مُحَمَّدُ بن أَسْعَد المَعْرُوف بابنِ الجَوَّانِيّ، وطَعَنَ في نَسَب الإِدْرِيسِيِّ - يعني أبا الحَسَن إِدْرِيسِ بن الحَسَن - فَجَرَى على الإِدْرِيسيِّ من ذلك شيءٌ عَظِيم، وطَعَنَ في نَسَبِ ابن الجَوَّانِيّ، وكان يَشْتِمُه شَتْمًا كَثِيْرًا في المَحَافِل.

قُلتُ: وقد وَقَفْتُ على شيءٍ من تَعْلِيق الإِدْرِيسيِّ يُعَرِّضُ فيه بشيءٍ من ذلك، وَسَنَذكُره في تَرْجَمَةِ مُحَمَّد بن أَسْعَد (٢) إنْ شَاءَ اللهُ تعالَى.

ووَقَفْتُ على تَعْلِيقٍ بخَطِّ مُحَمَّد بن أَسْعَد الجَوَّانِيّ، وفي حَاشِيَةٍ منهُ في ذِكْر أبي الحَسَن الإِدْرِيسيِّ: أمْلَى عليَّ نسَبَهُ فقال: أنا إِدْرِيسُ بن الحَسَن بن عليّ، فذَكَرَ نَسَبَهُ كما سُقْنَاهُ أوَّلًا.

ثمّ قال ابنُ الجَوَّانِيّ فيما كَتَبَه بخَطِّهِ: يُقال له ابنُ أُخْتِ الشَّريفِ المُحَنَّك، قال فيه نَقِيْبُ النُّقَبَاءِ بحَلَب الشَّريفُ القَاضِي أَمِيْن الدِّين بخَطِّه على الجَرِيْدَة الّتي


(١) البيتان لعاصم بن الحسن بن عبد البغدادي. انظر: معجم السفر للسلفي ١٢٤، وفيات الأعيان ١: ٣٠، تاريخ الإسلام ١٠: ٣٩١، سير أعلام النبلاء ١٨: ٤٦٣.
(٢) ترجمة عبد بن أسعد الجواني النسَّابة في جزء من تراجم المحمدين الضائع من الكتاب، وتقدم التعريف به في الجزء الأول عند ذكر كتابه: الجوهر المكنون الذي نقل عنه ابن العديم.

<<  <  ج: ص:  >  >>