للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَلَّمَهَا لي على اسْم المَذْكُور ثَبَتَ نَسَبهُ بكتابِ نَسِيْب المُلْك، ثمّ عادَ نَسِيْبُ المُلْك تَوَقَّفَ، وكَتَب مُحَمَّد بن أَسْعَد الجوَانِيّ فَوْق تَرْجَمَته: دَعِيٌّ.

ثُمَّ وَقعَ لي كتاب بخَطِّ مُحَمَّد بن أَسْعَد بن الجَوَّانِيّ، صَنَّفَهُ في نَسَب بني إِدْرِيس، وَسَمَهُ بالمُنْصِف (١) النَّفِيْس في نَسَب بني إِدْرِيس، فقَرأتُ فيه: وممَّن ادَّعَى إلى بَني يَحْيَى بن يَحْيَى بن إِدْرِيس بن إِدْرِيس على نَسَق مَنْ تقَدَّم ذِكْرُهُ من ذَوي التَّدْلِيْس من بَرْبَر الغَرْب المجاوِريْن للبَطْنِ المَذْكُورَة، دَعِيٌّ مُقِيْمٌ بحَلَب يُدْعى عِزَّ العَرَب، ويُسَمَّى إِدْرِيس بن حَسَن، ويُعْرفُ بابن أُخْت المحنَكِ بُرْهَان الدِّين التِّلِمْسَانيِّ، مَوْلده - كما ذَكَرَ في خَطِّه - الإسْكَنْدَرِيَّة سَنَة خَمْسٍ وأرْبَعين وخَمْسِمائَة، وقَدِمَ أبوه من نفَّيْس (٢) كما زَعَم في طَائِفَته وَفْد الحاجّ في سَنة عشرين وخَمْسِمائَة، ولم يَثْبُت له ولا لوَلَدِهِ قَطُّ اسْمٌ في جَرَائد الأشْرَاف بمِصْر ولا نسَب، ولا شَهِدَتْ لهُ بيِّنَةٌ بصِحَّة الحَسَب، ولو شَهدَتْ لَمَا ثَبَتَ مُنْتَماهُ، إذ لا دَلِيْلَ يَقُوم على وِصْلَتِه في دَعْوَاهُ، وسيأتي بيانُه وشَرْحُه وبُرْهَانُهُ، ولم يأخُذ قسْمًا، ولا حَازَ رسْمًا، لا في نِقَابَتي ونَظَري، ولا قَبْلِ نَظَري، وقد كان أمْري في نَظَر الأنْسَابِ وتَذْييل الأعْقَاب مُذ سَنَة سَبع وأرْبعين وخَمْسمائَة، وللمَذْكُور إذ ذاك من العُمْر سَنتان، فلم يكن لأبيهِ ولا له في رَهْطِهم ثُبوتٌ في المُنْتَسبين، بل كان أمْرهُم يَجري مَجْرَى أمْثالهم من الأدْعِيَاءِ المُسَبَّبِيْنَ، ولم تَزَل المَغارِبَةُ والتُّجّار من القَادِمين إلى الدِّيَار المِصْرِيَّة من السُّفَّار يَذكرونَ أنَّهم من الدَّعِيِّيْنَ إلى مَنْ ادَّعوه بالجوار، على ما تقدَّم من القَوْل في الطَّوَائف والأنْفَار.


(١) بتقديم النون على الصاد، وانظر عنه: كشف الظنون ٣: ١٨٦٣.
(٢) هكذا جوَّده المؤلف، ومثله ضبط ابن خلكان له بالحرف وفيات الأعيان ٧: ١٣٤، وذكر أنه جبل بنواحي أغمات مطل على مراكش. وذكره ياقوت باسم نَفُوسة. معجم البلدان ٥: ٣٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>