أخْبَرَنا أبو هَاشِم عَبْدُ المُطَّلِب بن الفَضْل الهاشمِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد عَبْدُ الكَريم بن مُحَمَّد بن مَنْصُور السَّمْعَانيّ، قال: دَفَعَ إليَّ أبو الحَسَن عليّ بن أحْمَد بن الحُسَين اليَزْدِيُّ الفَقِيه جُزءًا في آخره بخَطِّ مَحْمُود بن الفَضْل بن أبي نَصْر الأصْبَهَانِيِّ دُعَاءُ الإمَام القَائِم بأمْرِ اللّه أَمِير المُؤمِنِين رَضِيَ اللّهُ عنهُ، لمَّا أخَذَهُ البَسَاسِيرِيُّ وحَمَلَهُ إلى الحَدِيْثةِ، وهو في السِّجْن، فعَمِلَ هذا الدُّعَاءَ، وسَلَّمَهُ إلى بَدَوِيّ، وأمَرَه أنْ يُعَلِّقه على الكَعْبَةِ: إلى اللّهِ العَظِيم، من عَبدكَ المِسْكِين، اللَّهُمَّ إنّكَ العَالِم بالسَّرَائر، والمُحِيْط بمَكْنُوناتِ الضَّمَائِر، اللَّهُمَّ إنِّي (a) غَني بعِلْمكَ واطِّلاعكَ على أُمُور خَلْقك عن إعْلَامي بما أنا فيه، عَبْدٌ من عَبِيْدكَ قد كَفَر بنعْمَتكَ وما شَكَرَها، وألْقَى العَوَاقِبَ وما ذَكَرها، أطْغَاهُ حلمُكَ، وتَجبَّر بأنَاتك، حتَّىَ تَعَدَّى علينا بَغْيًا، وأسَاءَ إلينا عتُوًّا وعُدْوَانًا.
اللَّهُمَّ إنَّا حَاكَمْناهُ إليكَ، وتوَكَّلْنا - في إنْصَافنا منه - عليْكَ، وقد رَفَعْتُ ظلَامَتي إلى حَرَمِكَ، ووَثِقْتُ في كَشْفها بكَرَمِكَ، فاحْكُم بيني وبينَهُ، وأنْتَ خَيْرُ الحَاكِمين، وأَرِنَا منهُ ما نَرْتَجِيْهِ، فقد أخَذَتْهُ العِزَّةُ بالإثْم.
اللَّهُمَّ فاسْلُبْهُ عِزَّهُ، ومَكِّنَّا بقُدْرتِكَ من ناصِيَتهِ يا أرْحَم الرَّاحِميْن.
فحَمَلَها البَدَوِيّ وعُلِّقت على الكَعْبَة، فحُسِبَ ذلك اليوم، فوُجِدَ أنَّ البَسَاسِيرِيّ قُتِلَ وجِيء برأسِهِ بعد سَبْعة أيَّامٍ من التَّاريخ.