للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقَرَأتُ في كتاب أُنْمُوذَج الأعْيَان (١) لعَبْد السَّلام بن يُوسُف الدِّمَشقيّ بخَطِّه، قال: الأَمِيرُ الأَوْحَدُ، العَالِمَ، مَجْد الدِّين، مُؤَيَّد الدَّوْلَة، أبو المُظَفَّر أُسامَة بن مُرْشِد بن عليّ بن مُقَلَّد بن نَصْر بن مُنْقِذ الشَّيْزَرِيّ الكِنَانِيّ، مُبَرِّزٌ في عِلْم الأدَب، عَرِيقٌ في النَّسَب، من بَيْت التَّقَدُّم والإمَارة، والسِّيَادَة في البَدَاوَة والحَضَارَة، مع عَقْل كَامِلٍ وَافِر، ورَأيٍ وَجْهُ العَوَاقِب عنده سَافِر، لم يَزَل مَوْصُوفًا بالإقْدَامِ والشَّجَاعَة، مَعْرُوفًا باللَّسَن وَالبَرَاعَة، لَقيتُه بدِمَشْق في شهر جُمَادَى الآخرة سَنَة إحْدَى وسَبْعِين وخَمْسِمائَة، وأخْبَرَني أنَّ مَوْلدَهُ في ثالث عِشْرِيّ جُمَادَى الآخرة، يَوْم الأَحَد، سَنَة ثمانٍ وثمانين وأرْبَعِمائة، وأنْشَدَني من نَظْمِهِ ما يُضَاهِي نِظَامَ اللَآلِيّ، ويكون قلَادةً في جِيْدِ الأيَّام واللَّيالِي.

قُلتُ: كان في الأصْل بخَطِّ عَبْد السَّلام بن يُوسُف سابعَ عَشْرِيّ جُمَادَى، ففَرَب بخَطِّه على سَابع وكَتَبَ فَوْقه: ثالث، والّذي يَظْهر لي أنَّ المَضْرُوب عليه هو الصَّحيح.

وقَرَأتُ في كتاب الاعْتِبَار تأليف أُسامَة بن مُرْشِد (٢): وُلدْتُ أنا وهو - يعني ابن عَمِّه سِنَان الدَّوْلَة شَبِيْب بن حَامِد بن حُمَيْد - في يَوْمٍ واحدٍ، يَوْم الأَحَد السَّابِع والعشرين من جُمَادَى الآخرة سَنَة ثَمانٍ وثَمانين وأرْبَعِمائة.

أخْبرَني أبو المَعَالِي مُحَمَّد بن الحُسَين بن أَسْعَد بن عبد الرَّحْمن الحَلَبِيّ، قال: سَمِعْتُ أُسامَة بن مُرْشِد بن مُنْقِذ، مُؤَيَّد الدَّوْلَة، يَحْكي لنا بدِمَشْق أنَّ سَبَب إخْراج


(١) لعلّه ذات الكتاب الَّذي نقل عنه ابن خلكان ولم يسم مؤلفه وهو كتاب: "أنموذج الأعيان من شعراء الزمان فيمن أدرك بالسماع أو بالعيان"، وبذات العنوان ذكره البَغْدَادي في إيضاح المكنون غفلًا من اسم مؤلفه، وهو عبد السّلام بن يوسف الجماهري الدّمشقيّ (ت بعد ٥٨٠ هـ). انظر: وفيات الأعيان ٦: ٧٠، إيضاح المكنون ١: ١٦٣.
(٢) الاعتبار لابن منقذ ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>