للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَوْلَاكِ والدَّهْرُ كُلُّهُ عَجَبٌ … ما خُفِرَتْ فيَّ ذِمَّةُ العَرَبِ

جَارُكِ أوْلَى برَعْي ذِمَّتِهِ … إنْ أنْتِ رَاعَيْتِ حُرْمَةَ الصَّقَبِ

هذا هَوَىً كُنْتُ في بُلَهْنِيَةٍ … عنه فيا للرِّجَالِ للعَجَبِ

أَيَسْتَرِقُّ الكَرِيمَ ذا النَّسَب الـ … ـوَاضِح عَبْدٌ مُسْتَعْجِم النَّسَبِ

ويَحْمِلُ الثَّأرَ مَنْ بهِ خَوَرٌ … عن احْتِمَالِ الحجَالِ والقُلُبِ

نَشَدْتُكِ اللهَ في احْتِمَالِ دَمِي … فمَعْشَري ما يَفُوْتُهُم طَلَبي

ما فَاتَ قَوْمي آلَ المُهَذَّبِ (a) من … قَبْلي ثَارٌ في سَالِفِ الحِقَبِ

فلَا تُرِيقي دَمًا لذي أدَبٍ … يَسْطُو بأقْلَامِهِ على القُضُبِ

قُلتُ: هذا أبو صالح ابن المُهَذَّب ليس هو أبو صالح الكبير مُحَمَّد بن المُهَذَّب ابن عليّ بن المُهَذَّب، فإنَّ أُسامَة لم يُدْرك زَمَنه لأنَّهُ تُوفِّي سَنَة خَمْسٍ وسِتِّين وأرْبَعِمائة وهذا غيرُهُ، ذَكَرْنا ذلك لئلَّا يَلْتَبس بهِ.

أنْشَدَنا أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن عُمَر بن حَمُّوْيَه، قال: أنْشَدَنا أُسامَةُ بن مُنْقِذ لنَفْسِه (١): [من الطويل]

أسَاكَن قَلْبي والمَهَامِهُ بَيْنَنا … وإنْسَان عَيْني والمَزَارُ بَعِيْدُ

تُمثّلُكَ الأشْوَاقُ لي كُلّ لَيْلَةٍ … فهَمِّي جديدٌ والفِرَاقُ مَدِيدُ

أنْشَدَنا مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر بن عليّ، قال: أنْشَدَنا أُسامَةُ لنَفْسِه (٢): [من الوافر]

أَبَى لي أنْ أُبَاليَ بالرَّزَايا … فُؤَادٌ لا يُرَوَّعُ بالخُطُوبِ

ونَفْسٌ لا تَسِفُّ لمُسْتَفَادٍ … ولا تَأْسَى على وَفْرٍ سَلِيْبِ


(a) الديوان: آل المهلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>