للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السُّلُوُّ ويُعْتِقُه، إلَّا أنْ يكُونَ كبيرًا غلَب عَقْلُهُ هَوَاهُ، واسْتَهْجَنَ في الشَّهَوات المَذْمُومَة نَيْلَ مُنَاه، وقَوْلهُ: قد أعْتَقَتْنِي الرِّيَبُ، في غاية الجَوْدَة، ونِهايَة الكَمَال، أعْذَبُ من الزُّلَالِ، وأَطْيَبُ من الحَلَال (a)، وأَلْعَبُ بقُلُوب المُتَيَّمِيْن من نَسِيم الشَّمَال.

أنْشَدَنا شَيْخُ الشُّيُوخ تَاجُ الدِّين أبو مُحَمَّد عَبْدُ اللهِ بن عُمَر بن عليّ بن حَمُّوْيَه، قال: أنْشَدَنا مُؤيَّد الدَّوْلَة أبو المُظَفَّر أُسامَةُ بن مُرْشِد بن عليّ بن مُقَلَّد بن مُنْقِذ لنَفْسِهِ (١): [من الكامل]

أيا تَاجَ فُرْسَان الهَيَاجِ ومَنْ بهم … ثَبَتَتْ أوَاخي مُلْك كُلِّ مُتَوّج

قَوْمٌ إذا لَبسُوا الحَدِيْد عجبتَ من … بَحْر يدافعُ في لَظَىً مُتَوَهِج

أنْشَدَنا أبو الحَسَن بن أبي جَعْفَر، قال: أنْشَدَنا أبو المُظَفَّر أُسامَةُ بن مُرْشِد لنَفْسِه، وقالَها على لسَان الشَّيْخ أبي صالح بن المُهَذَّب رَحِمَهُ اللهُ، وكانت فيه حدَّةٌ مع فَضْل وعِلْم وتُقىً، وكان نَزَل بشَيْزَر فَرِيقٌ من العَرَب معهم جَارِيَةٌ اسْمُها شَوْق مُسْتَحْسَنَة، وكتَبَ الأبْيَاتَ ورَمَى بها نُسَخًا بشَيْزَر، فوقَع منها بيَدِ الشَّيْخ أبي صالح رَحِمَهُ اللهُ، فقَامَتْ قيامَتُه، ولم يَدْر أحَدٌ مَنْ عَمِلِ الأبْيَات، فقال له الشَّيْخُ العَالِم أبو عَبْد الله مُحَمَّدُ بن يُوسُف المَعْرُوف بابنِ المُنَيِّرة رَحِمَهُ اللهُ، وهو مُؤَدِّبُهُ: هذه الأبْيَات الّتي قد رُمِيَتْ ما يُحْسِنُ يَقُولُها إلَّا أنا، أو القَاضِي أبو مُرْشِد بن سُلَيمان، أو أنْتَ، وأنا وأبو مُرْشِدٍ ما قُلْناها، وما قالها غيرُكَ، وهي (٢): [من المنسرح]

قُوْلَا لرِيْمٍ في حِلَّةِ العَرَب … إلَيْكِ أشْكُو ما يَصْنعُ اسْمُك بي

بم اسْتَجَازتْ عَيْنَاكِ سَفْكَ دَمِي … وأخْذَ قَلْبي في جُمْلَةِ السَّلَبِ


(a) الخريدة: السحر الحلال.

<<  <  ج: ص:  >  >>