للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكَنَائِس المَدِينَة، فنَسفها وأزَالهَا - وجعلها أرْضًا مُسْتَوية، وبُني فيها خاناتٌ تُباع (a) فيها الغَلَّة والحَطَبُ، وسُمِّي الباب: باب النَّصْر، ومُحِيَ عنه اسْم باب اليَهُود، فلا يُعْرَف الآن إلَّا بباب النَّصْر، وهُجِرَ اسمهُ الأوَّل بالكُلِيَّة.

ثُمَّ بَعَدهُ باب الأرْبَعِين؛ وكان قد سُدَّ هذا الباب مُدَّةً مَدِيدَة، ثُمَّ فُتح. واخْتُلِفَ في تسْميته بباب الأرْبَعِين، فقيل: إنَّه خَرَجَ منه مرَّةً أربعونَ ألفًا فلم يعودُوا.

وأخْبَرَني والِدي، رَحِمَهُ الله، أنَّه بَلَغَهُ أنَّه خَرَجَ منهُ أرْبَعونَ ألفًا فلم يَعُدْ منهم غير واحدٍ، فرَأته امرأةٌ في طاق في علوٍ وهو داخل منه، فقالت له: دُبَيْر جئت؟ فقال لها: دُبَيْر من لم يَجئ!.

وقيل: إنَّما سُمِّي باب الأرْبَعِين لأنَّهُ كان بالمَسْجِد من داخلهِ أربعونَ من العُبَّادِ يَتَعَبَّدُون فيهِ، وكان الباب مَسْدُودًا.

وأخْبَرَني عَمِّي أبو غَانِم، رَحِمَهُ الله، أنَّه بَلَغَهُ أنَّه كان به أرْبَعونَ مُحَدِّثًا، وقيل: كان به أرْبعون شَريفًا.

وإلى جانبه - أعْلى المَسْجِد - مَقْبَرَة للشِّرَاف العَلويِّين، قيل: إنَّهم من بني النَّاصِر.

والبابُ الصَّغير؛ وهو الباب الّذي يُخْرجُ منهُ من تحت القَلْعَة من جانب الخَنْدَق وخانكَاه القَصْر إلى دار العَدْلِ، ومن خارجه البابان الّلذان جَدَّهما المَلِك الظَّاهِر رَحِمَهُ الله في السُّور الّذي جَدَّدَهُ على دار العَدْل، أحدُهما يفْتَح على شَفِير الخَنْدَق ويُدْعى باب الصَّغير أيضًا، وهو مَسْلوكٌ فيه إلى نَاحِيَةِ المَيْدَان.


(a) في الأصل: يباع، والمثبت من ك، والأعلاق الخطيرة ١/ ١: ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>