للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن حَنْبَل وإسْحَاقَ! فقال: لا أعْلَم في دَهْرٍ ولا عَصْرٍ مثْل هذين الرَّجُلَيْن: رَحَلا، وكَتَبَا، وذَاكَرَا، وصَنَّفا.

قال مُحَمَّد بن عَبْد الله الحافِظ: وحَدَّثَنا عَبْد الله بن مُحَمَّد، قال: سَألْتُ مُحَمَّد ابن الجُنَيْد عن أحْمَد وإسْحَاق قُلتُ: أيُّهما أفْقَهُ؟ قال: كان إسْحاق يَمِيْل إلى قَوْل مَالك، وكان يَحْتَجّ لأهْل المَدِينَة، وكان أحْمَدُ يتَّبِعُ الأثَر.

أنْبَأنَا أبو اليُمْن زَيْدُ بنُ الحَسَن، قال: أخْبَرَنا أبو مَنْصُور، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر الخَطِيبُ (١)، قال: أخْبَرَنا ابن يَعْقُوبَ، قال: أخْبَرَنا ابن نُعَيْم، قال: سَمِعْتُ أبا الفَضْل مُحَمَّد بن إبْراهيم يقول: سَمِعْتُ أحْمَد بن سَلَمَة يقول: سَمِعْتُ أبا حَاتِم مُحَمَّد ابن إِدْرِيس الرَّازِيّ يقول: ذكَرْتُ لأبي زُرْعَة إسْحاق بن إبْراهيم الحَنْظَلِيّ وحِفْظَهُ للأسَانِيْد والمُتُون، فقال أبو زُرْعَة: ما رُؤي أحْفَظ من إسْحاق. قال: أبو حَاتِم: والعَجَبُ من إتْقَانه وسَلَامته من الغَلَط مع ما رُزِقَ من الحِفْظ. وقال أحْمَد بن سَلَمَة: قُلتُ لأبي حَاتِم: إنَّهُ أمْلَى التَّفْسِيرَ عن ظَهْر قَلْبهِ، فقال أبو حَاتِم: وهذا أعْجَب، فإنَّ ضَبْطَ الأحَادِيْث المُسْنَدة أسْهَلُ وأهْوَنُ من ضَبْطِ أسَانِيْد التَّفْسِير وألْفَاظها.

قال الخَطِيبُ (٢): وأخْبَرَنا مُحَمَّد بن عليِّ المُقْرِئ، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن عَبْد الله النَّيْسَابُوريّ الحافِظُ، قال: أخْبرَني أبو مُحَمَّد بن زِيَاد، قال: سَمِعْتُ أبا العبَّاس الأزْهَريّ يقول: سَمِعْتُ عليّ بن سَلَمَة النَّسَفِيّ (٣) يقول: كان إسْحاق عند الأَمِير عَبْد الله بن طَاهر وعنده إبْراهيم بن أبي صالح، فسَأل الأَمِيرُ إسْحاقَ عن مَسْألَةٍ فقال إسْحاق: السُّنَّة فيها كَذَا وكذا، وكذلك يقول مَنْ سَلَك طَرِيقَ أهْلِ السُّنَّة،


(١) تاريخ بغداد ٧: ٣٧٢.
(٢) تاريخ بغداد ٧: ٣٧٢.
(٣) هو نيسابوري شُهِرَ بها، وعند الخطيب البغدادي وابن عساكر (٨: ١٣٧): اللَّبَقيّ، ولعلها استعجمت على ابن العديم فظنها المثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>