للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القَارِئ رُبَّما أغْفَل طَرْفُهُ الحَرْفَ، والمَقْروءَ عليه رُبَّما ذَهَبَ عنهُ الحَرْفُ، فأنا في حلٍّ أنْ أرْوِي جميع ما سَمِعْته منك؟ قال: نعم فَديْتُكَ، أنتَ والله فَوْقَ أنْ يَسْتَشْفِعَ أو يُشْفَع لك، تعال كُلَّ يَومٍ، فلَوَددْتُ أنَّ سَائر أصْحَاب الحَدِيْثِ كانُوا مثْلَكَ.

أنْبَأنَا أبو اليُمْن زَيْدُ بنُ الحَسَن، قال: أخْبَرَنا أبو مَنْصُور القَزَّاز، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر الخَطِيبُ (١)، قال: أخْبَرَني أحْمَد بن مُحَمَّد بن أحْمَد بن يَعْقُوب الكَاتِب، قال: حَدَّثَنِي جَدِّي مُحَمَّد بنُ عُبيدِ الله بن قَفَرْجَل، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى، قال: حَدَّثَنَا أبو العَيْنَاء، قال: حَدَّثَنَا إسْحاقُ بن إبْراهيم المَوْصِليِّ، قال: جئتُ أبا مُعاوِيَةَ الضَّرِيْر ومعي مائةُ حَديثٍ أُرِيْد أنْ أقْرأها عليه، فوجَدْتُ في دِهْليزه رَجُلًا ضَريرًا، فقال لي: إنَّهُ قد جَعَلَ الأذْنَ عليه اليَوْم إليَّ ليَنْفَعني، وأنتَ رَجُلٌ جَلِيْلٌ، فقُلتُ لَهُ: معي مائةُ حَدِيث، وأنا أهَبُ لك عنها مائةَ دِرْهَم، فقال: قد رَضِيْتُ، ودَخَل فاسْتأْذَنَ لي فدَخَلْتُ، وقرأتُ المائةَ حَدِيْث، فقال لي أبو مُعاوِيَة: الّذي ضَمنْتَهُ لهذا يأخُذُه من أذْنَاب النَّاسِ، وأنتَ من رُؤَسَائهم، وهو ضَعِيفٌ مُعِيْلٌ، وأنا أُحِبُّ منفَعَتَهُ، قُلتُ: قد جَعَلتُها له مائة دِيْنار، فقال: أحْسَنَ اللهُ جَزاءَكَ، فَدَفَعْتُها إليه فأغْنَيْتُه.

قال أبو بَكْرالخطيبُ (٢): حَدَّثَني الحَسَنُ بن عليّ المُقَنَّعِيّ (٣)، عن مُحَمَّد بن مُوسَى الكَاتِب، قال: أخْبَرَني يُوسُف بن يَحْيَى بن عليّ المُنَجِّم، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ، عن إسْحاقَ، قال: بَقِيْتُ دَهْرًا من دَهْري أُغَلِّسُ في كُلِّ يَوْم إلى هُشَيْم أو غيره من المُحَدِّثِيْن، فأَسْمَع منه، ثمّ أصير إلى الكِسَائِيّ أو الفَرَّاءٍ أو ابن غَزَالَة فأقرأُ


(١) تاريخ بغداد ٧: ٣٥٤.
(٢) تاريخ بغداد ٧: ٣٥٦.
(٣) ضبطه الخطيب ضبط قلم بكسر ثم سكون وفتح النون بلا تشديد، ولعله شُغل المحقق، والمثبت كما جوّده ابن العديم موافق لضبط السمعاني: الأنساب ١٢: ٤٠٢ وابن الأثير: اللباب في تهذيب الأنساب ٣: ٢٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>