للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه جُزءًا من القُرْآن، ثمّ آتي مَنْصُور زَلْزَل (١) فيُضَارِبُني طَريقتَيْن (a) أو ثلاثةً، ثمّ آتي عَاتِكَة بنتَ شُهْدَة فآخُذ منها صَوْتًا أو صَوتَيْن، ثمّ آتي الأصْمَعِيَّ وأبا عُبَيْدَة فأُنَاشدهمُا وأُحَادِثهما (b) وأسْتَفِيْدُ منهما، ثمّ أصير إلى أبي فأُعْلِمُه ما صنَعْتُ، ومَنْ لَقيْتُ، وما أخَذْتُ، وأتَغَدَّى معه. فإذا كان العَشِي رُحْتُ إلى أَمِير المُؤمِنِين الرَّشِيْد.

أنْبَأنَا أبو حَفْص عُمَر بن مُحَمَّد بن طَبَرْزَد، عن أبي القَاسِم إسْمَاعِيْل بن أحْمَد بن عُمَر السَّمَرْقَنْديّ، قال: أخْبَرَنا أبو غَالِب أحْمَدُ بن مُحَمَّد بن سَهْل بن بِشْرَان النَّحْويِّ، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن عليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحيم بن دِيْنار اللُّغَويّ، قال: أخْبَرَنا أبو الفَرَج عليّ بن الحُسَين الأصْبَهَانيِّ، قال: إسْحاق بن إبْراهيمَ بن مَيْمُون بن مَاهَان بن بَهْمَن المَوْصِليِّ، كان يقول: أصْلُنا من فَارِس، ولنا بَيْتٌ شَرِيْفٌ في العَجَم.

قال أبو الفَرَج (٢): مَوضِعُ إسْحاق من العِلْم، ومكانُه من الأدَبِ، ومَحَلُّه في (c) الرِّوَايَة، وتَقَدُّمُهُ في الشِّعْر، ومَنْزِلته في سَائر المَحَاسِن، أشْهَرُ من أنْ يُدَلَّ عليه فيها بوَصْفٍ (d)، فأمَّا الغِنَاءُ فإنَّهُ كان أصْغَرَ عُلُومه، وأَدْنَى ما يُوْسَم له، لم يكن له في الغِنَاء نَظِير، لَحِق بمَنْ مَضَى فيه، وسَبَقَ مَنْ بقي، أوْضَح للنَّاس طَريقه (e)، وسَهَّل عليهم سَبِيْلَهُ، فهو إمامُ أهْل صنَاعته جَمِيعًا، وقُدْوتهم ورَأسُهُم، ومُعَلِّمُهُم، شَهِدَ له


(a) تاريخ بغداد: طريقين.
(b) تاريخ بغداد: وأحدثهما.
(c) الأغاني: من.
(d) في الأصل: يوصف. والمثبت من الأغاني.
(e) الأغاني: ولَحَب للناس جميعًا طريقه فأوضحها.

<<  <  ج: ص:  >  >>