للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان سَيْف الدَّوْلَة عليّ بن حَمْدَان قَبض أملاك جِدِّه سَعيد، وهي مَزْرعةٌ تُعْرفُ بكَفر صفْرا (١) من كُورَةِ قُوْرُس، ورَحى الدِّيْناريّ (٢) وأرْضها السَّقي والعِذْي، وبُسْتان البُقْعَة (a) بحَلَب.

عُدْنا إلى كَلام العَزِيزِيّ، قال: وحَلَب من أجَلِّ المُدُنِ وأنْفَسِها، ولها من الكُوَرِ والضِّيَاع ما يَجْمَعُ سائرَ الغَلَّات النَّفِيسَة، وكان بَلد مَعَرَّة مَصْرِيْن إلى جَبَل السُّمَّاق بلَد التِّيْن والزَّبِيْب والفَسْتُق والسُّمَّاق وحَبَّة الخَضْراء، يَخْرج عن الحَدِّ في الرُّخْص، ويُحْمل إلى مِصْر والعِرَاق، ويُجَهَّز إلى كُلِّ بَلَدٍ.

وبلَد الأثارِب (٣) والأَرْتاح (٤) إلى نحو جَبَل السُّمَّاق أيضًا، مثل بَلَد فِلَسْطين في كَثْرة الزَّيْتُون. ولها ارتفاعٌ جليل من الزَّيْت، وهو زَيتُ العِرَاق؛ يُحْمل إلى الرَّقَّة إلى الماءِ - ماءِ الفُرَات - إلى كُلِّ بَلَد، وقد اخْتَلَّ ذلك ونَهَكَهُ الرُّوم.

فأمَّا خِلَقُ أهْلها، فهُم أحسَنُ النَّاس وجُوهًا وأجْسامًا، والأغلَبُ على ألْوانِهِم الدُّرِيَةُ والحُمْرة والسُّمرة، وعيُونُهم سُودٌ وشُهْل، وهُم من أحْسَنِ النَّاسِ أخْلاقًا


(a) مهملة الأول في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>