للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنْبَأنَا القَاضِي أبو نَصْر مُحَمَّد بن هِبَة الله بن مُحَمَّد بن الشِّيْرَازيّ، قال: أخْبَرَنا عليّ بن أبي مُحَمَّد (١)، قال: قَرأتُ بخَطِّ أبي الحَسَن رَشَاء بن نَظِيف، وأنْبَأنيْهِ أبو القَاسِم النَّسِيب، وأبو الوَحْشِ المُقْرِئ عنه، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم إبْراهيمُ بن عليّ بن إبْراهيم بن سِيْبَخْت البَغْدَاديّ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى الصُّوْلِيّ، قال: حَدَّثَنَا أبو العبَّاس ثَعْلَب، قال: حَدَّثَنَا ابنُ شَبِيْب، قال: حَدَّثَنَا إسْحاق بن عَبْد الله، قال: قال المَنْصُور: يا إسْحاق بن مُسْلِم، أفْرَطت فِي وفائكَ لبني أُمَيَّة! فقال: يا أَمِير المُؤمِنِين، اسمَعْ جَوَابي، قال: هَاتِ، قال: مَنْ وَفَى لمَنْ لا يُرْجَى كان لمَنْ يُرْجَى أوْفَى، قال: صَدَقْتَ.

قال: وحَدَّثَنَا الصُّوْلِيّ، قال: حَدَّثَنَا ثَعْلَبُ، قال: حَدَّثَني أبو العبَّاس المُبَرَّد، قال: لمَّا بلَغ أبا جَعْفَر المَنْصُور وَفَاة أبي العبَّاس السَّفَّاح، بَعَثَ إلى إسْحاق بن مُسْلِم العُقَيْلِيّ، وكان معه عند مُنْصَرفه من مَكَّة، فحادثَه سَاعةً، ثمّ قال له: إنَّهُ يَخْطر ببالي ما يعرضُ للنَّاس من الفِكْر، فقُلتُ: إنَّهُ يُغْدَى على الأنْفُسِ ويُرَاح، وإنَّ الأَحْدَاثَ غيرُ مَأْمُونةٍ، فلو حَدَثَ يا أَمِير المُؤمِنِين حَدَثٌ ونحن بالمَوضِع الّذي نحن فيهِ كيفَ كان الرَّأي، وما ترى عَبْد الله بن عليّ يَصْنعُ؟ قال إسْحاق: أيُّها الأَمِير، ليس لمَكْذوب رَأيٌ؛ أصْدُق الحَدِيْثَ، أنْصح لك الرَّأي، فأخْبَرَهُ الخَبَر، وسَألهُ عن رَأيهِ، فقال: إنْ كان ابنُ عليّ ذا حَزْمٍ بَعَثَ حين يَصِل إليهِ الخَبَرُ خَيْلًا فتلقاك في هذا المَوضِعِ البَراريّ، فحالَ بينكَ وبين دَار المُلْكِ، وأخَذَتْكَ، فأتَتْهُ بِكَ أسِيْرًا. قال: وَيْحَك، إنْ لم يَفْعَل هذه، دَعْني عنها، قال: يقْعُد على دَوَابِّه فإنَّما هي ليالٍ يَسِيْرةٌ حتَّى يَقْدمَ الأنْبَار، فتَحْتَوي (a) على بُيُوت


(a) في تاريخ ابن عساكر ٨: ٢٨١: فيحتوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>