للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمْوَال والخَزَائن والكُرَاع، فيَصِيْر طَالِبًا وأنْتَ مَطْلُوبٌ، فإنْ لم يُوفَّق قبل ذلك فلا حَيَاةَ لعَمِّكَ.

وذَكَرَ أحْمَد بن يَحْيَى البَلاذُرِيّ (١) أنَّ إسْحاق بن مُسْلِم حَجَّ مع أبي جَعْفَر المَنْصُور، وكان عَدِيْلَهُ.

قال: وحَدَّثَني أحْمَدُ بن الحَارِث، عن المَدَائِنِيّ، قال: ماتَ إسْحاق بن مُسْلِم ببَثْرَةٍ خَرجَتْ بهِ في ظَهْره، فحَضَر المَنْصُور جنَازَته، وحَمَل سَرِيرَهُ حتَّى وضَعَهُ، وصَلَّى عليهِ، وجَلَسَ عند قَبْره. فقال له مُوسَى بن كَعْب -أو غيره-: أتَفْعَلُ هذا بهِ؟ قال: وكان والله مُبْغضًا لك، كَارِهًا لخلافتكَ. فقال: ما فعلْتُ هذا إلَّا شُكْرًا للَّهِ إذ قَدَّمَهُ أمَامي! قال: أفَلَا أُخْبِر أهْلَ خُرَاسَان بهذا من رأيكَ، فقد دَخَلَتْهُم وَحْشَةٌ لك لِمَا فَعَلْتَ، قال: بَلَى، فأخْبَرَهُم فكَبَّرُوا.

أنْبَأنَا زَيْن الأُمَناء أبو البَرَكَات بن مُحَمَّد، قال: أخْبرَنا عَمِّي أبو القَاسِم (٢)، قال: إسْحاق بن مُسْلِم بن رَبِيْعَة بن عَاصِم بن حَزْن بن عَامِر بن عَوْف بن عُقَيْل بن كَعْب بن رَبِيْعَة بن عَامِر بن صَعْصَعَة بن مُعاوِيَة بن بَكْر بن هَوَازِن، أبو صَفْوَان العُقَيْلِيّ، كان قَائِدًا من قُوَّاد مَرْوَان بن مُحَمَّد، ووَلي أَرْمِينِيَة، وشَهِدَ مع مَرْوَان حَرْبَهُ بعَيْن الجَرِّ مع سُليْمان بن هِشَامٍ، ودَخَلَ معَهُ دِمَشْق. وكان إسْحاق مع مَرْوَان حين تَوَجَّه إلى دِمَشْق لطَلَب الخِلَافَة، وذلك مَذْكُورٌ في تَرْجَمَةِ مَرْوَان (٣)، وبَقِيَ إلى خِلَافَة بني العبَّاس، وكان أثيرًا عندَ أبي جَعْفَر المَنْصُور.


(١) أنساب الأشراف ١/ ٣: ١٨٩ - ١٩٠.
(٢) تاريخ ابن عساكر ٨: ٢٨٠.
(٣) الإحالة لابن عساكر على موضع الترجمة من كتابه تاريخ دمشق.

<<  <  ج: ص:  >  >>