للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واجْتَمَعْتُ به بحَلَب مِرَارًا، وجَرَى بيني وبينَهُ مُحادَثات، وذَكَر لي أنَّهُ اخْتَصَر اللُّمَعَ في النَّحو لابن جِنِّي في وَرقَةٍ واحدة مُجَدْوَلَة، ولم أرها، ولا سَمِعت منه شَيئًا من نَظْمه.

رَوَى عنهُ العِمَاد أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد الكاتب، ونَصْرُ بن أبي الفُنُون النَّحْوِيّ، ورَوَى لنا عنْهُ شَيئًا من شِعْره الأَوْحَد مُحَمَّد بن عَبْد الله الزُّبَيْرِيّ الدِّمَشقيّ، وعليّ بن مُحَمَّد بن التِّلْمِسَانِيّ القَاضِي، ومن شِعْره ما وَجَدْتُه في بعض مَجْمُوعَاتي (١): [من مجزوء الكامل]

يا بَدْرَ تَمّ هيَّجَتْ … شَوْقي لرؤْيته المَنَازِل

وغَدَتْ أدِلَّتُهُ على … ما قُلْتُ فيه من الدَّلَائل

ظَنَّ الشَّمُولَ بَريْقه … تَخْفَى فأسْكَرَ بالشَّمَائِل

رَشَأٌ تَفَقَّهَ في الخِلَافِ … فصَار يُلْقِيهِ مَسَائِل

لا تَقْبلنَّ من الوشَاةِ … وتُقْبِلَنَّ على العَوَاذِل

فالعَيْنُ قد جُنَّتْ ببُعْد … كَ والدُّمُوع لها سَلاسِل

قَرأتُ في كتاب نَصْر بن أبي الفُنُون النَّحْوِيّ، قال: للأَسْعَد أبي المَكَارِم أَسْعَد بن الخَطِيْر بن مَمَّاتِيّ ممَّا أنْشَدَني (٢): [من الوافر]

خَلِيجٌ كالحُسَام له صِقَالٌ … ولكنْ فيه للرَّائي مَسَرَّه

رأيتُ به المِلَاحَ (a) تُجِيدُ عَوْمًا … كأنَّهُمُ نُجُومٌ في مَجَرَّه


(a) المقفى: الصغار، وهي رواية أخرى يثبتها ابن العديم قريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>