للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واجْتَمَعْتُ به بحَمَاة في سَنَة تِسْعٍ وسِتّمائة بحَضْرَة والدي، رَحِمَهُ اللهُ، وأنْشَدَني عدَّة مَقَاطِيْعَ من شِعْره، وكتَبَها لي في جُزءٍ بخَطِّه، ثم ورَدَ إلينا إلى حَلَبَ في سَنَةِ إحْدى عَشرةَ وسِتّمائة مُنْفَصلًا ومَدَحَ بها المَلِك الظَّاهِر، وأقام بها مُدَّةً، وتَوَجَّه إلى مَارِدين، وتَوَلَّى قَضَاءَ دُنَيْسَر، ئُمَّ توجَّه إلى سِنْجَار فتُوفِّي بها.

وسُئِلَ عن مَوْلدِه فقال: في حَادِي عَشر جُمَادَى الأُوْلى سَنَة ثَلاثٍ وثَلاثين وخمسِمائَة بسِنْجَار.

أنْشَدَني بَهَاء الدِّين أسْعَد بن يَحْيَى السِّنْجَارِيّ بحَمَاة في شَهْر رَمَضَان من سَنَة تِسْعٍ وسِتّمائة في الغَزَل لنَفْسِه: [من الكامل]

عَلِقُ الفُؤَادِ دُمُوعُهُ عَلَقُ … أبدًا على خَدّيهِ تَسْتَبقُ

قَلِقُ الضَّمير تَكَادُ أضْلُعُهُ … من لَوْعَةِ التَّفْريق تَفْتَرقُ

وَاهِي (a) القُوَى أَوْهَى تجَلُّدَهُ … قمرٌ لسَيْفِ اللَّحظُ مُمْتَشِقُ

حُلْوٌ تَناسَبَ في ملَاحَتِهِ … فالنَّاسُ في أوْصَافِهِ نَسَقُ

عَاتَبْتُهُ يَوْمًا وقُلْتُ لهُ: … عطْفًا فكَلَّلَ وَجْهَهُ العَرَقُ

فَحَسِبْتُهُ شَمْسًا وقد طلَعَتْ … فيها النُّجُومُ أظَلَّها الغَسَقُ

عَجَبًا لنارٍ فَوْقَ وَجْنَتِهِ … أبَدًا بماءِ الخَدِّ تَأتَلِقُ

والنَّارُ ضِدُّ الماءِ كيفَ تُرَى … جُمِعَا وهذا كيفَ يَتَّفِقُ

عَابُوهُ لمَّا لَاحَ عَارِضُهُ … حَسَدًا وقالُوا فيه لا رُزِقُوا

غَفَلُوا عن المَعْنَى (b) أمَا عَلِمُوا … أنَّ الغُصُونَ يَزِيْنُها الوَرقُ

لله لَيْلَةُ باتَ مُعْتَنِقِي … ويَدَي بفَضْل الصُّدْغ تعْتَلِقُ


(a) ب: داهي.
(b) ب: غلفوا عن المغنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>