للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأصْبَهَانِيّ (١)، وذَكَر دَارَا بن دَارَا، فقال: في زَمان مُلْكِه تحرَّك بأرْض المَغْربِ الإسْكَنْدَر، وكانت لمُلُوكِ الفُرْس أتَاوة على مَنْ بالمَغْرب من القِبْط، والبَرْبَر، ومنْ بالشَّمَال من الرُّوم والسَّقْلب (a)، ومَنْ بِالشَّام وفِلَسْطين من الجَرَامقَة والجَرَاجم (b)، فلمَّا اسْتَوْلَى الإسْكَنْدَر على المُلْك، ووَرَدَ عليه من قِبَل دَارَا مَنْ يتَقَاضَاهُ الأتاوة، قال: قولُوا له: إنَّ الدَّجَاجةَ الّتي كانت إلى الآن تَبِيْضُ قد انقطَعَتْ عن البَيْضِ، فصار ذلك سَبَبًا لالْتِحام الشَّرّ بين دَارا والإسْكَنْدَر حتَّى قُتِلَ فيه دَارَا، وبَني - يعْني دَارَا - فَوْق نَصِيبِيْن مَدِينَة باسْمِه، وسمَّاها دَاران، وقد بقيَتْ إلى الآن وهي تُسمَّى دَارا (c).

وقال (٢): لمَّا فرَغ الإسْكَنْدَرُ من قتل دَارَا، واسْتَولَى على بلادِ فارس، أسَاءَ السِّيْرَةَ، وأسْرَف في هراقَة الدِّماء، واجْتَمع في مُعْسَكره (d) من وجُوهِ الفُرْس وأشرَافها سَبْعةُ آلاف أسير مُقَرَّنين في الأصْفَادِ، يدعُو بهم (e) كُلّ يَوْمٍ، وَيقتُل منهم واحدًا وعشْرين أسِيْرًا، حتَّى بلغَ كَاشْغَر فأقامَ بها زُمَيِّنًا (f)، ثمّ قَفَل رَاجِعًا نحو بَابِل، فلمَّا بلغَ قُوْمِسَ مَرِضَ بها، وتَمادَتْ به (g) علَّتُه في طَريقه، فمات قَبْل أنْ يَصِل إلى بَابِل، وقد كان جَعَلَها تَلَّ تُرَاب.

قال (٣): وفيما (h) ولَّدَهُ القُصَّاصُ من الأخْبار أنَّهُ فَي بأرْض إِيْرَانشَهْر (i) اثْنَتي عَشْرةَ مَدِينَةً سمَّاها كلّها الإسْكَنْدَرِيَّة، واحدةً بأصْبَهَان، وواحدةً بهَرَاة، وواحدةً بمَرْو، وواحدةً بسَمَرْقند، وواحدةً بالصُّغْد، وواحدةً ببَابِل، وواحدة بَمْيسَان، وأرْبَعًا


(a) كذا في الأصل وب، وفي نشرة كتاب الأصبهاني بالصاد: الصقلب.
(b) الأصبهاني: الجراجمة.
(c) الأصبهاني: داريا.
(d) الأصبهاني: عسكره.
(e) الأصبهاني: يدعونهم.
(f) كذا في الأصل وب مجودًا، وعند الأصبهاني: زمانًا.
(g) ساقطة من كتاب الأصبهاني.
(h) ب: وقيما!.
(i) الأصبهاني: بأرض إيران.

<<  <  ج: ص:  >  >>