غَرم على ذلك جُمْلَة عَظِيمَة، وقَبَض أمْلَاكَه بحَمَاة ظُلمًا منه وبَغْيًا فلم يَلْتَفت إلى فعْلهِ، وسَار (a) إلى مِصْر مُسْتَغيثًا عليهِ إلى خاله المَلِك الكَامِلِ مُحَمَّد ابن المَلِك العادِل أَبي بَكْر بن أيوب، وبِقي عندهُ بالدِّيَار المِصْرِيَّة إلى أنْ نَزَل المَلِك الكَامِل إلى الشَّام، وفَتَح دِمشْق، ونَزَل في صُحْبتِه، وسِيَّر الملكُ الكَامل المَلِكَ المُظَفَّر مَحْمُود ابن المَلِك المَنْصُور مُحَمَّد، ومعه عَسْكَره إلى حَمَاة فافْتَتَحَها، وأبو الفَضْل بن قُرْنَاص في صُحْبته، وأعاد عليهِ أمْلَاكَهُ، فعَمرها وأعادها إلى حالتها الأُوْلَى، وشَفى غَيْظَه من صَاحب حَمَاة المَلِك النَّاصِر. وبعد أنْ ماتَ الملكُ الكَامِل قبضَ الملكُ المُظَفَّر مَحْمُود على أبي الفَضْل بن قُرْنَاص وسَجنَهُ إلى أنْ ماتَ في سِجْنِه.
وكان لأبي الفَضْل إجَازَةٌ من الحافِظ أبي طَاهِر السِّلَفِيّ حَدَّثَ بها بدِمَشْق، وسَمِعَ منهُ رَفِيْقُنا أبو عَبْد الله البِرْزَاليّ، وخَرَّجَ عنهُ حَدِيثًا في مُعْجَم شُيُوخه.
وكُنْتُ قد سَمِعتُ منه في دِمَشْق بالمِزَّة أبْيَاتًا من شِعْره نَظَمَها في المَلِك الكَامِل، وكُنَّا جَمِيعًا بِظَاهِر دِمَشْق، والمَلِك الكَامِل يُحاصرها في سَنة ستٍّ وعشرين وستِّمائة.
أخْبَرَنا أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن يُوسُف البِرْزَاليّ إجَازَةً، قال: أخْبَرَنا إسْمَاعِيْلُ بن إبْراهيم بن عَبْد الكَريم بن الحُسَين بن قُرْنَاص، أبو الفَضْل الخُزَاعِيِّ، بقِرَاءَتي عليه بدِمَشْق عندَ قُدُومه علينا بمَنْزِله بدَار العَفِيف الحِمْصِيّ يَوْم الاثنين الثَّاني والعشرين من شَعْبان سَنَة ستٍّ وعشرين وستِّمائة، قلتُ له: أخْبرك الحافِظُ أبو طَاهِر أحْمَدُ بن مُحَمَّد بن أحْمَد السِّلَفِيُّ الأصْبَهَانِيّ إجَازَةً كتَبَ لكم بها من الإسْكَنْدَرِيَّةِ، فأقَرَّ بذلك، وقال: نَعَم، ح.
وأخْبَرَنا به أبو عليّ حَسَنُ بنُ أحْمَدَ بن يُوسُف الأَوَقِيّ بالبيت المُقَدَّس