للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شِعْر إسْمَاعِيْل بن سُودكِيْن ما وجَدْتُه بخَطِّ شَيْخه مُحَمَّد بن عليّ بن العَرَبيّ الحاتِمي الطَّائيّ: [من مجزوء الكامل]

اعتلّ بعدَكمُ النَّسِيمُ … وتَنَكَّرتْ تلكَ الرُّسُومُ

دِمَنٌ سقَتْهَا أدْمُعِي … إنْ لم تَسُحَّ بها الغُيُومُ

جَزعَ الغدَاةَ الجِزْعُ للـ … ـتِّرحَالِ وانْصَرَمَ الصَّرِيْم

يا راحليْنَ عن الحِمَى … وعليهِمُ أَسَفِي مُقِيْمُ

وحَيَاتِكُمْ في كُلِّ قلـ … ــبٍ من وَدَاعِكُ كُلُومُ

مَنْ لم يَمُتْ يَوْم الوَدَا … عَ صبَابةً فهو الظُّلُومُ

أحْبَابَنَا وحياتِكمُ … قَسَمٌ على قَلْبي عَظِيمُ

ما عِشْتُ إلَّا حين كا … نَ عليَّ للبَلْوَى رُسُومُ

مَنْ كان بالصَّبْر الجَمِيْىـ … ــل إذا قَضَتْ روْحِي يَقُوم

ومَنْ الّذي هُوَ للشُّجُو … نِ وللغَرَام بِكُمْ غَريمُ

أحْبَابنَا ما ضَاعَ عنـ … ـد حفَاظِيَ العَهْدُ القَدِيم

بَلْ صُنْتُهُ في بَاطِنٍ … هو للوَفَا أبدًا حَرِيْمُ

تُوفِّي أبو الطَّاهِر إسْمَاعِيْل بن سُودكِيْن بحَلَب بعد عَوْده من زيارة البَيْتِ المُقَدَّس بأيَّامٍ، يَوْم الأرْبَعَاءِ قبْل طُلُوع الشَّمْس الثَّالث والعشرين من صَفَر سَنَة ستٍّ وأرْبعين وستِّمائة، ودُفِنَ قبل الظُّهْر بتربَةٍ أنْشَأها بالقُرْبِ من مَشْهَد الدُّعَاء خارج باب النَّصْر، وكان عُمْرُهُ يَوْمئذٍ سَبْعةً وسِتِّين سَنَةً.

<<  <  ج: ص:  >  >>