للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبإرْبِل حَنْبَلَ بنَ عَبْد اللّه المكَبِّر، وشَيْخنا أبا حَفْص بن طَبْرزَد، وبالإسْكَنْدَريَّة أبا عَبْد الله مُحَمَّد بن عَبْدِ الرَّحمن الحَضْرَميّ، وأبا القَاسِم عبد الرَّحْمن بن مَكِّيّ، وبحَلَب شَيْخنا أبا هاشِم الهاشِمِيّ، وبدِمَشْق أبا مُحَمَّد القَاسِم بن عليّ بن الحَسَن بن عَسَاكِر، وأبا طَاهِر الخشُوعِيّ، وشُيُوخَنا: القَاضِي أبا القَاسِم بن (a) الحَرَسْتَانِيّ، وأبا اليُمْن زيْد بن الحَسَن الكِنْدِيّ، وزَيْنْ الأُمَناء، وأبا مَنْصُور ابني مُحَمَّد بن الحَسَن، وغيرهم ممَّن يَطُول ذِكْرهُم، ويَكْثُر عَدَدهم.

وكان قد سَيَّرهُ المَلِكُ المُحْسِنُ أحْمَد بن يُوسُف بن أيُّوب إلى إرْبِل لإحْضَارِ حَنْبَل بنِ عَبْد اللّه إلى دِمَشْق لسَماعِ مُسْنَد أحْمَد بن حَنْبَل، فَمَضَى إلى إرْبِل وأحْضَره إلى دِمَشْق واجْتازَ به (b) بحَلَب، فأَقام بها يَوْمًا أو يوْمَيْن بِظَاهِرها، ولم يُسْمع على حَنْبَل بها إلَّا الشَّيء اليَسِيْر.

وكان تَقِيُّ الدِّين أبو الطَّاهِر الأنْمَاطِيّ هذا كَثِيْرَ الإفَادة، حَرِيصًا على تَحْصيل الفَوَائِد، حَسَن الأخْلَاق، سَمْحًا بإعارَة كُتُبه وأُصُوله حتَّى إلى البِلاد النَّائية عنهُ، وكان يَضْبط سَماع الطَّلَبَة، ويُؤَدِّبهُم في مَجَالِس الحَدِيْث، ويكتُب الطِّبَاقَ بخَطِّه.

ونفَق على الوَزِير عَبْد اللّه بن عليّ المَعْرُوف بابن شُكْر، وقرَّر له بدِمَشْق مَعْلُومًا على المَصَالِح، وكان مَالِكيّ المَذْهَب، ثُمَّ انتقَلَ إلى مَذْهَب الشَّافِعيّ.

واجْتَمَعْتُ بهِ بدمشْقَ في سَنَة أرْبَع عَشرة وسِتّمائة، وأفادَنِي عن جَمَاعَة من الشُّيُوخ، وأعارَني أصُوله، وسَمِعْتُ بقراءته وسَمعَ بقراءتيّ، ولم يَتَّفق لي سَماعُ شيءٍ منه إلَّا ما جَرَى في المُذَاكَرَة.

وحَدَّثَ بدِمَشْقَ، وكتَبَ عنه جَمَاعَةُ من المحدِّثِيْن من أقْرَانه وغيرهم،


(a) ساقطة من ب.
(b) ساقطة من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>