للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونُفُوذِ أمْره، فما يَحْتشمُه ولا يُكْرمُه، ولقد كان يقول بحَضْرته في بعض المَسَائِل الّتي يرُدُّ فيها على الشِّيْعَة والرَّوَافِضِ والإسْمَاعِيْليَّةِ: أحْمَقُ النَّاسِ في هذه المَسْألَة الرَّوَافِض؛ خَالفوا كتابَ اللّه وسُنَّةَ رسُول اللّه صلَّى اللّهُ عليه وسلَّم، وكَفَروا باللّه كُفْرًا صَريحًا بلا تَأويْل، هذا ومعناه.

قال الحافِظُ أبو الحُسين العَطَّار: الحافِظ أبو الطَّاهِر بن الأنْمَاطِيّ مِصْريٌّ من أعْيَان المحدِّثِيْن وفُضَلائهم المُعْتَبَرين، سَمعَ الكَثِيْر بمِصْر، ثمّ رَحَل إلى العِرَاق، ودَخَلَ بَغْدَادَ بعد التِّسْعِين (a)، وحصَّل من المَسْمُوعَاتِ (b) والفَوَائِد جُمْلَةً كَثِيْرةً، وكتَبَ بخَطِّه الكَثِيْرَ، وقَطَعَ جُلَّ عُمره في طَلَب العِلْم (c)، وكان كَثِيْر الإفَادَة، واسْتَجَاز لخَلْقٍ كَثِيْر من المِصْرِيِّين والشَّامِيِّيْن وغيرهم ابتدَاءً من غير سُؤالٍ من أكْثرهم، ولم يُحدِّث إلَّا باليَسِيْر ممَّا حصَّلَهُ. سَمِعَ بالإسْكَنْدَرِيَّة من أبي عَبْد اللّه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمن بن الحَضْرَميّ في سَنَة سَبْعٍ وثمانين وخَمْسِمائَة، رأيت سَمَاعه عليه لسُدَاسِيَّاتِ (d) الرَّازِيّ في جُمَادَى الأُوْلَى من السَّنَة المَذْكُورَة، وسَمع بها أيضًا من غيره، وسَمعَ معنا على جَمَاعَة من الشُّيُوخ بمِصْرَ والشَّامِ، وكانَ موْلدُهُ بمِصْر، وتُوفِّيَ رَحِمَهُ اللّهُ ليلَة الاثْنَين الثَّالث عَشر من شَهْر رجَب سنَةَ تسعَ عَشرةَ وستِّمائة بدِمَشْق.

أخْبَرَنِي أبو المحامِد القُوصِيّ، قال: تُوفِّي أبو الطَّاهِر بن الأنْمَاطِيّ بدِمَشْق في شُهُور سَنَة تِسْع عَشرة وستِّمائة.


(a) مهملة في الأصل وب، والمثبت أقرب للصواب.
(b) ب: السماعات.
(c) ب: في الطلب.
(d) ب: بسداسيات.

<<  <  ج: ص:  >  >>