للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زِيَادة في شَرف الحَرَم، فهذا فيما نحن فيه. ألَا تَرى إلى ما حَكيناهُ فيما تقدَّم من تَسْميتها مَدِينَة الله، أنَّه لَمَّا خُسِفَ بها رأي رجُلٌ صالِحٌ في نَوْمهِ قائلًا يقول: تكتبُ على أبْواب المَدِينَة: الله معنا، فسُمِّيت مَدِينَة الله.

والدَّليلُ على أنَّ المُراد بقول الحَسَن: أَنْطاكِيَةُ الرُّوم، ما أخْبَرَنَا الشَّيْخ الإمام أبو مَنْصُور عَبْد الرَّحْمن بن مُحمَّد بن الحَسَن، قال: أخْبَرَنَا عَمِّي أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن (١)، قال: أخْبَرَنَا أبو الحُسَيْنُ عَبْد الرَّحْمن بن عَبْد الله بن الحَسَن بن أبي الحَدِيْدِ، قال: أخْبَرَنَا جَدِّي أبو عَبْد الله، قال: أخْبَرَنَا أبو المُعَمَّر المُسَدَّد بن عليّ بن عَبْد الله بن العبَّاس بن أبي السّحيس (a) الحِمْصِيّ، قَدِمَ علينا، قال: حَدَّثَنَا أبو بَكْر مُحمَّد بن سُلَيمان بن يُوسُف الرَّبعِيّ، قال: حَدَّثَنَا أبو مُحمَّد عَبْد الرَّحْمن بن إسْمَاعِيْل الكُوْفيّ، قال: حَدَّثَنَا إدْرِيس بن سُلَيمان بالرَّمْلَةِ، قال: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمن بن خَالِد بن حَازِم، قال: حَدَّثَنَا الوَلِيد بن مُحمَّد، عن الزُّهْرِيّ، عن سَعيد بن المُسَيَّب، عن أبي هُرَيْرَة قال: قال رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم (٢): أرْبَعُ مَدَائن في الدُّنْيا من الجَنَّة: مَكَّة والمَدِينَة وبَيت المَقْدِس ودِمَشْق، وأرْبع مَدَائِن من النَّار: رُوْمِيَّة وقُسْطَنْطِينِيَّة وأَنْطاكِيَة وصَنْعاء. قال إِدْرِيس: يعني أَنْطاكِيَةُ المُحْتَرِقة.

وقد جاءَ في رِوَايَة أُخْرى مُصرَّحًا في الحَدِيْثِ بأنَّها أَنْطاكِيَةُ المُحْتَرِقة؛ أخْبَرَنَا بذلك الفَقِيه (b) العالم شَرَف الدِّين أبو مَنْصُور عَبْد الرَّحْمن بن مُحمَّد بن الحَسَن الدِّمَشْقِيّ بها، قال أخْبَرَنَا عَمِّي (c) أبو القَاسِم بن أبي مُحمَّد، قال: أخْبَرَنَا أبو عَليّ


(a) كذا في الأصل وك، وفي تاريخ ابن عساكر (٣٣: ٣٠١) بالجيم المعجمة: السجيس.
(b) كلمة غير واضحة، والاستدلال عليها من تكرار الأخذ عنه في بقيَّة أجزاء البغية.
(c) قوله: "أخْبَرَنَا عمي" غير واضحة في الأصل، ووجه الاستدلال عليها كسابقتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>