للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرَّحمن، وحسَّان، بنو سُوَيْد بن كَيْسَان، وكان يُقَال إنَّهُ من عَنَزة، وكان كَيْسَانُ في وَقْت دُخول خَالِد بن الوَليْد الكُوْفَة صَبيًّا صَغيرًا يَتيمًا من أبويهِ جَميعًا، فكَفِلهُ قَرابةٌ له، ولم يكن مُحَمَّدٌ ابنُه يَخْبُرُ من أمْره أكْثَرَ من هذه الجُمْلة. قال: فدخَل خالد النَّاحِية، وكَيْسَان صَغِير يَتِيم، فوقَع في يدِ خَالدِ مع عدَّةٍ منِ الصِّبْيان، فوجَّه بهم إلى أبي بَكْر الصِّدِّيق، وكان عَبَّادُ بن رِفَاعَةَ العَنَزِيّ، أحدُ بني نَصْر بن سَعْد، وهم بَطْنٌ من بني يُقْدُم بن عَنَزة بن أسَد بن رَبِيْعَة بن نِزَار حاضرًا لأبي بَكْرِ وَقْت مُوافاتهِ بالصِّبْيَةِ، فلمَّا سَائلَهُم أبو بَكْر عن أنْسَابهم خبَّره كُلّ واحد منهم بمَبْلغ معْرفَته بنَسَبهِ، ووقَع في أُذنِ عَبَّادِ بن رِفَاعَة من كَيْسَان ذِكْر عَنَزَة، فسَألَ أبا بَكْر هبتَهُ له، فأجابه إلى ذلك بعد أنْ كان كَيْسَانُ قد حصَل لأبي بَكْرٍ خالصًا لنَفْسه، وكَيْسَان لَقَبٌ غَلَب عليه في وَطَنه (a)، لكَيْسه وتَوَقُّده في حال صغَره وذكائهِ، فكان كَيْسَان في يدِ عَبَّادٍ، وتَبَنَّاهُ حتَّى شَبَّ، وأدْخلَهُ معه الكُوفَة في مُعَسْكَر سَعْد بن أبي وَقَّاص يَوْم القَادِسيَّة، وكان لعَبَّاد ابنٌ من سرِّيَّةٍ له اسْمه زيْد، فلمَّا بلغ كَيْسَان مَبْلغَ الرِّجال أعْتَقِ عَبَّادٌ أُمَّ وَلَدهِ، وزوَّجَهُ بها، فوَلَدَتْ له ابْنًا فسمَّاهُ عَبَّاد بن رِفَاعَة: سُوَيْدًا، فكان زيْد بن عَبَّاد وسُوَيْد بن كَيْسَان أخِوين لأُمّ، وتُوفِّيَ عَبَّاد، وبَعْدَه كَيْسَان، وبلغَ سُوَيْد مَبْلِغ الرِّجَال، وقد أعْقبَ زيْد أخوه لأُمِّهِ عدَّة بنيْن، وتُوفِّيَ زَيْد أيضًا، فكان سُويْد بن كَيْسَان هو القَائِم بأُمُور ولد أخيهِ زَيد، ورُزِق سُوبد الوَلد، فكان من ذُكُور ولده: القَاسِمُ، ومُحَمَّدٌ، وإسْمَاعِيْلُ، وعَبْد الرَّحمن، وحَسَّان.

ثُمّ إنَّ البعْثَ ضُرِبَ على وَلد زَيْد بن عَبَّاد مع قُتَيْبَة بن مُسْلِم إلى خُرَاسَان، فخرجُوا جَمِيعًا، وأقام سُويْدُ بن كَيْسَان عمّهم وولده في ديارهم بالكُوفَة، وأعْقَب القَاسِمُ بن سُوَيْد ابنَيْن وبنتًا، فأحَدُ الابنين إسْمَاعِيْلُ أبو العَتَاهِيَةِ، وهو أصغَرُ


(a) ب: فطنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>