للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولدِه، والآخر زَيْد وهو بِكْرُه، وإنَّما سمَّاهُ القَاسِمُ زَيدًا باسْم عَمِّهِ زَيْد بن عَبَّاد بن رِفَاعَة، وكانت أُمُّ زيْد وإسْمَاعِيْلَ بنْتَ رَجُل من عُظَمَاء أهْل بُخَارَى يُقال له زِيَادَ، ومن وَلدِه يَحْيَى بن جَرِير، كان بالكُوفَة نَسْلٌ، ويَحْيَى هو ابن خالِ أبي العَتَاهِيَة لَحًّا، وكان زِيَادٌ جَدَّ أبي عَتَاهِيَة من قِبَل أُمِّهِ مَوْلَى مُحَمَّد بن هاشِم بن عَمْرو بن عُتْبَة الزُّهْرِيّ، زُهْرَة قُرَيْش، أخْوَال رسُولِ الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وعَمْرو بن مَالِك بن عُتْبَة هو الّذي كان على النَّاس يوْم جَلُولَاء الوقيْعَة، والمِرْقَال من بني عَمِّه.

قال: ولمَّا لَم يَصِحّ لأبي العَتَاهِيَة من نَسَبِه أكْثر من هذه الجُمْلَة، اقْتَصَر على الظَّاهر دون الخَفيّ، وانْتَمى إلى ولاءِ عَبَّاد بن رِفَاعَة العَنَزِيِّ من قِبَل أعْمَامه، وإلى وَلاءِ مُحَمَّد بن هاشِم القُرَشِيّ من قِبَل أخْوَالهِ، وكان لا يَرَى التَّفَاضُل بالأنْسَاب والمَناكِح واجِبًا، وممَّا قال في ذلك (١): [من الكامل]

وإذ تَنَاسَبَتِ الرِّجالُ فما أرَى … نَسَبًا يُقاسُ بصَالِحِ الأعْمَالِ

وله أيضًا يُومئ إلى ذلك، (٢): [من السرج]

ما بالُ مَنْ أوَّلُهُ نُطْفَةٌ … وجِيْفَةٌ آخِرُهُ يفخَرُ

قال: ولَم يكُن يُصَاهرُ إلَّا المَوَالي، ولا يضَع نفسَهُ إلَّا في جُمْلَتهم وعدَادهم.

وقال المَرْزُبانيُّ: حَدَّثني مُحَمَّدُ بن أحْمَد الكَاتِب، ومُحَمَّدُ بن يَحْيَى، قالا: حَدَّثَنَا أبو أحْمَد البَرْبَرِيّ، قال: حَدَّثني ابن مَهْرُوَيْه، قال: حَدَّثني الحَسَنُ بن عليّ، قال: حَدَّثَني أحْمَدُ بن الحَجَّاج العَنَزِيّ، قال: حَدَّثني صَعْبُ بن دَوْبَل أبو دَوبَل الحُدَّانِيّ، قال: كُنْتُ عند مَنْدَلَ وحِبَّانَ ابني عليٍّ بن الحَارِث بن قيس العَنَزِيّ، وهُما من وَلد عَمْرو بن عَامِر بن سَعْد بن حِبَّان بن حَبِيْب بن أَوْس بن


(١) ديوان أبي العتاهية ٣٣٥.
(٢) ديوان أبي العتاهية ١٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>