طَرِيف بن النَّمِر بن يَقدُم بن عَنَزَة، فأتاهمُا أبو العَتَاهِيَة مَشْجُوجًا قد ضُرِبَ، فقال لهما: مَنْ أنا؟ فقال حِبَّان ومَنْدَل: أنْتَ إسْمَاعِيْلُ بن القَاسِم، أخُونا وابنُ عمّنا ومَوْلَانا، قال: فإنَّ فُلَانًا الجَرَّار ضَرَبني وقال لي: يا نبطِيُّ، فغَضِبا له، وقاما معه حتَّى أخذَا له بحَقِّه.
وقال: حَدَّثَني أبو عَبْد اللّه الحَكِيْمِيّ، وأبو بَكْر الصُّوْلِيِّ، قالا: حَدَّثَنا مُحَمَّد بن مُوسَى، قال: حَدَّثَني مُحَمَّد في القَاسِمِ بن مَهرُوَيْهِ، قال: حَدَّثَني الحَسَن بن عليّ البَصْرِيّ، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُعاوِيَة الأسَديّ، عن جُبَارَة بن المُغَلِّس، قال: أبو العَتَاهِيَة مَوْلَى لعَطَاءِ بن مِحجَن العَنَزيّ، أَحدُ بَني نَصْر بن سَعْد بن حِبَّان بن حَبِيْب، ابن عِمّ مَنْدَل بن عليّ. قال: وكان عَطَاء بن مِحجَن من سَادَة أهْلِ الكُوفَة، فخَاصَمَ يُسير بن عبد الرَّحْمن العِجليّ، وكان على شُرْطَة الكُوفَة، فذَهب ليُقَنِّعَهُ فبدَرَ عَطَاءُ بن مِحجَن فقَنَّعَهُ حتَّى فَرَّ منهُ.
وقال المَرْزُبانيّ: حَدَّثَني مُحَمَّدُ بن إبْراهيم، قال: أخْبَرَنا أحْمَد بن أبي خَيْثَمَة، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أبِي العَتَاهِيَةِ، قال: كُنْيَةُ أبي: أبو إسحاق، وأبو عَتاهِيَة لَقَبٌ، وكان المَهْدِيُّ قال له يَوْما: أنتَ إنسَانُ مُتَعَتِّهٌ مُتَحَذْلِقُ بجُهْدل (a)، فاسْتَوَت له من ذلك اليَوْم كُنْيَة غَلَبَتْ عليه، وسَارَت له دُونَ اسمهِ وكُنْيَتهِ.
وقال الآمدِيّ فيما نَقَلْتُهُ من كتابه: وقيل إنَّما لقِبَ بهذا اللَّقَب لاضْطِرَاب كان في خَلقِه كأَنَّهُ مَعْتُوه.
قال: ويقال: بل كان ابنُه مُحَمَّدُ يُلقَّبُ عَتاهِيَة فكُنِيَ بهِ.
قُلتُ: وقد رَوَى بعضُ أصحَاب الجَاحِظ عنه أنَّهُ قال: كان أبو العَتَاهِيَة غُلامًا بالكُوفَة مُحَنَّثًا، وكان أبُوه جرَّارًا، وكان مَوْلَىً لعَنَزَة، وكان يُلَقَّب ثبَاتَة،
(a) هكذا في الأصل مجوَّدًا، ومثله في ب دون ضبط ولم أقف على معناه.