وقال أبو عُبَيْد اللّه المَرْزُبانيّ: حَدَّثَني أبو عَبْد الله الحَكِيْمِيّ، قال: حَدَّثَني مُحَمَّد بن مُوسَى البَربَرِي، قال: حَدَّثَني مُحَمَّدُ بن الحَسَن، قال: حَدَّثَني يَحْيَى بن الحَسَن، قال: أخْبَرَني مُحَمَّد بن سَعيد بن مَنْصور خال المَهْدِيّ، قال: كان أبو العَتَاهِيَةِ من أهْلِ الكُوفَة، وكانوا ستّة أخْوَة يتصرَّفُونَ في تجارَاتهم، وكان أبو العَتَاهِيَة أوْضَعهم حالًا، فقالت له أُمُّه: كم تَصْبِرُ على هذا الضُّرّ وتنتَظرُ ما يكون من إخْوتِكَ، فلو صرْتَ إلى بَغْدَاد. فأطَاعَ أمرَها، وصارَ إلى بَغْدَاد واتَّخَذَ تَخْتًا يبيعُ فَوْقه الفُلُوسَ، قال أبو العَتَاهِيَة: فحَضَرتني أبياتُ قُلتُها في سَعيدِ بن مَنْصُور، فقال لي: لو قلتَ شيئًا في أَمِير المُؤْمنِيْن المَهْدِيّ أوْصَلْتُه إليه، فقلتُ أبيَاتًا على الدَّالِ، منها (١): [من الكامل]
فأمَرَ لي بعَشرة آلافِ دِرْهَم، فأخَذْتُها، وانْفَتح لي الشِّعْرِ فقلتُ فيه، فأمرَ لي بمثْلِها حتَّى وَصَلَ إليَّ منه مائةُ ألف دِرْهَم، وكان سَعيدُ بن منْصُور السَّبَبَ في ذلك. ثمّ انْفَتَحت لي الأُمُور.
وقال: حَدَّثَني مُحَمَّدُ بن إبْراهيم، قال: أخْبَرَنا أحْمَدُ بن أبي خَيْثَمَة، قال: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بن أبي العَتَاهِيَة، قال: كان أبي في صِغَره أحدَ أهْل الفَتْك والمَزْح، ولم يكن له تشَاغُل عن الأدَب بشيءٍ، وكان مكْفيًّا قد وَرثَ أباهُ عَقَارًا يُقِيْمُهُ، وكان يأتي الحِيْرَة ونَوَاحِيها كَثِيْرًا للنُّزهةِ والشُّرب هناك.
(١) لم يرد بيت الشعر في ديوانه، وصدره على الكامل وعجزه على الطويل.