للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنْبَأنَا أبو الحَسَن عليُّ بن المُفَضَّل بن عليّ المَقْدِسِيّ، قال: حَكَى لي الشَّيْخُ الفَقِيهُ أبو عليّ مَنْصُور بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن أحْمَد الأنْصَاريّ، قال: حَدَّثَني الشَّيْخُ الفَقِيهُ أبو الحَسَن عليّ بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن قَيْصَر الأزْدِيّ، قال: حَضَر ابنُ مِكْنسَة الشَّاعِر وولد ابن مُنْقِذ الشَّاعر بين يَدَي الأفْضَل شَاهَنْشَاه بن بَدْر أمير الجُيُوش، وقد رأيتُ أنا (a) ابن مِكْنسَة هذا، فقال له الأفْضَل: يا أبا الطَّاهِر، والدُ هذا يَزْعُمُ أنَّك كَذَّابٌ، فقال: يا مَوْلَانا، ما الّذي أطَّلَعَ من كَذبي؟ قال: قَوْلُكَ (١): [من الطويل]

أقُول ومَجْرى النّيْل بيني وبينَكُمْ … ونَار الأسىَ مَسْعُورةٌ (b) بضُلوعِي

تُرَاكُم عَلِمْتُم أنَّني لو بَكَيتكُمْ … على النِّيل لاسْتَغرقْتُهُ (c) بدُمُوعي

فقال له: أنا أعْرف لوالد هذا أشَدّ من هذا، وقد خَرَجنا من حَلَب نَقْصدُ إلى شَيْزَر، فأنْشَدَني لنَفْسِه: [من البسيط]

أحْبَابَنَا لو لَقِيتُم في إقامَتِكُمْ … منَ الصَّبَابَةِ ما لاقَيْتُ في ظَعني

لأصْبَح البَحْرُ من أنْفَاسِكم يَبَسًا … والبرُّ من أَدْمعُيِ ينشَقُّ بالسُّفُنِ

فالتفتَ الأفْضَل إلى ولد ابن مُنْقِذ فقال: ما تقول؟ فقال: هُما أهل صِنَاعَة واحدة، فلا أدْخُل بينهما.

قُلتُ: وهذان البَيْتان لأبي الحَسَن عليّ بن مُقَلَّد بن مُنْقِذ.

أنْشَدَنا رَشيْد الدِّين أبو الحُسَين يَحْيَى بن عليّ بن عَبْدِ اللَّه القُرَشِيّ من لَفْظه بالقَاهِرَة، قال: أَنْشَدَنا الحافِظُ أبو الحَسَن عليّ بن المُفَضَّل المَقْدِسيِّ، وقد أجازَ لنا أبو الحَسَن في كتابهِ، قال: أنْشَدَنا أبو مُحَمَّد عَبْدُ اللَّه بن عبْدِ الرَّحْمن العُثْمانيّ، قال: أنْشَدَنا عَطَايَا بن الحَسَن القُرَشِيّ (d)، قال: أنْشَدَنا أبو الطَّاهِر إسْمَاعِيْل بن


(a) كتب ابن العديم في الهامش: "القائل: وقد رأت ابن مكنسة، هو أبو الحسن بن قيصر".
(b) الخريدة: مشبوبة.
(c) ب: لاستغرفته.
(d) ب: عطاء بن الحسن الفرشي!.

<<  <  ج: ص:  >  >>