للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالمَعَالِي الّتي شَرُفتَ بها … حتَّى كأنَّ النُّجُومَ من خَدَمِكْ

احتَكَمتْ فيهِ كُلّ نَائِبَةٍ … حُكْم المدَادِ الّذي على قَلَمِكْ

فعَفَا عنه، وأجْرَى عليه راتبَهُ، وأجرى على الإنْشَاد بالحَفْرة الأفْضَليَّة، وقيل إنَّهُ أنْشَدَهُ القَصِيدَة الّتي فيها (١): [من الكامل]

لا تغرُرنكَ (a) وَجْنَةٌ مُحمرَّةٌ … رَقَّتْ ففي اليَاقُوت طَبْعُ الجَلْمَدِ

وقيل إنَّهُ كَتَب إليه: [من البسيط]

هل أنْتَ مُنْقِذ شلوِي من يدي زمَن … أضْحَى يَقُدّ قَمِيْصي قدّ مُنْتَهسِ

دعوتُك الدَّعْوَةَ الأُوْلَى وبي رمقٌ … وهذه دَعْوتِي والدَّهْر مُفْترسي

فأحْضَرهُ وعَفا عنه، وسألَهُ عن قيام أودَهِ في هذه المُدَّة، فأخْبَره أنَّهُ باع حتَّى الثَّوب الّذي عليه، إلى أنْ سَبَّب اللَّه له باجْتِمَاعه بإنْسَان فأعْلَمه بعِلَّته، فاشْتَراهُ، فاسْتَعْلَمَها (b) الشَّيْخ الأجَلّ منه، فقال له الأفْضَل: ما سَألتَه عن حاله في أيَّام عُسْرته، دتَسْأله عن شيءٍ أغْناهُ اللَّه بهِ عنَّا! واسْتَكْتَمه، وقال له: أمْسِك، ثمّ قال: أنْشدنا ممَّا رَقَّقْتَ وزَيَّنْت لفظَهُ ولفَّقْتَ، فقال ارْتِجَالًا: [من المتقارب]

لمَّا رأيتُكَ فَوْق السَّريْر … ولاحَ لي السِّترُ والمَسْنَدُ

فقال: ما أتيْت بشيءٍ، فما انقَطع، وقال (c):

رأيتُ سُليْمانَ في مُلكِهِ … يُخَاطبُنِي وأنا الهُدْهُدُ

قُلتُ: والبَيْتان اللَّذان على قافية السِّيْن هُما لبعض الشُّعَراء المُتَقدِّمين، وليسَا له، بل تمثَّل بهما.


(a) الخريدة فوات الوفيات والوافي: تخدعنك.
(b) ب: فاستعملها.
(c) لم ترد هذه العبارة المعترضة بين الشعر في ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>