للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي اليَوْم الثَّالث من وصُولِه، حَضَرَ إلى دارِ الوَزير مُؤيَّد الدِّين بن العَلْقميّ، وقَرأ القُرَّاءُ، ثُمّ نَهَضَ ابنُ العَدِيْم وأدَّى الرَّسالةَ، وألْقَى في الدِّيِوانِ خُطْبةً بَليغَةً من إِنْشَائِه (١)، وكان معه من جُمْلَةِ الهَدايا مُصْحَفٌ كَريم بخَطِّ ابن الخاَزِن (٢)، فلمَّا عرَضَهُ، كَتَبَ معه رُقْعَة فيها: [من الكامل]

وعليكُمُ نَزَلَ الكِتابُ وفيكُم … وإلى رُبُوعِكُمُ يَحنّ ويَرْجعُ" (٣)

وبعد أنْ أنْهَى ابنُ العَدِيْم إلْقاءَ خُطْبَتِه (الرِّسالة)، أذِنَ الوَزيُر ابن العَلْقَميّ بإدْخالِ الهَدَايا، تَعْبيرًا عن القَبُول والرِّضا، وعادَ ابنُ العَدِيْم إلى حيثُ يُقِيم ببَغْدادَ بعد أنْ زيْدَ في احْتِرامِه، وبُولغَ في إكْرامه (٤).

وذكَرَ ابنُ العَدِيْم في ثنايا بعضِ التَّراجم تَوَجُّهَهُ رَسُولًا عن الملك النَّاصِر يُوسُف بن مُحمَّد إلى الخلَيفةِ المُسْتَعْصِمِ بالله، وأنَّه كانَ في شَوَّال وذي الحِجَّة من سَنَة ٦٥٠ هـ مُقيمًا ببَغْدادَ، ولَم يُبَيِّن الهَدَف من هذه السِّفارةِ، ففي تَرْجَمَة أحْمد بن أبي الكَرَم بن هِبَة الله الفَقِيه الحَنَفيّ، يقولُ (الجزء الثَّالث):

"وتُوفِّيَ بالمَوْصِل في شَوَّال سَنَة خَمسين وسِتِّمائة، وبَلَغتني وَفاتُه وأنا ببَغْدَادَ في هذا التَّاريخ".

وفي تَرْجَمَة أَسْعَد بن إبْراهيم بن النُشَّابِيّ الإرْبليّ (الجزء الرَّابع):


(١) أورد النويري في كتابه نهاية الأرب ٢٩: ٣٧٢ - ٣٧٦ نصّ الخطبة التي نقلها ابن أنجب الساعي من خط ابن العديم.
(٢) عد ابن الفوطي: مجمع الألقاب ٤: ٢١١: بخطّ أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه. وابن الخازن المذكور هو: أبو الفوارس الحسين بن علي بن الخازن (ت ٥٠٢ هـ)، صاحب الخط المشهور. وانظر تعداد الهدايا التي استصحبها الملك الناصر مع ابن العديم، وبضمنها ثلاثمائة مجلد بخطوط منسوبة، عند النويري: نهاية الأرب ٢٩: ٣٧١.
(٣) ابن الفرطي: مجمع الألقاب ٤: ٢١١، والنويري: نهاية الأرب ٢٩: ٣٧١.
(٤) النويري: نهاية الأرب ٢٩: ٣٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>