للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدوِّهم (a) وخَرجوا من الثُّغُور، وجَعل مَدِينَة العواصم مَنْبِج، فسَكَنها عَبْدُ المَلِك بن صالِح بن عليّ في سَنة ثلاثٍ وسَبْعِين ومائة، وبنَى بها أبْنيتَهُ.

وذكَر قُدامة في كتاب الخَرَاج (١) نحوًا من ذلك.

وقَرَأتُ في كتاب ابن حَوْقَل النَّصِيْبِيّ (٢): مَدينة مَنْبِج، وهي خِصْبَة، كَثِيْرة الأسواق، قَدِيمةٌ، عظيمة الآثار، وهي ذات سُورٍ أزَليٍّ رُوميٍّ، وبقُربها أيضًا مدينة صَنْجة (b)، وهي مَدِينَةٌ صَغِيرةٌ، بقُرْبها قَنْطَرَة حِجَارَة تُعْرفُ بقَنْطَرَة صَنْجة، ليس على الإسْلام أعْجب بناءً منها، يقال: إنَّها من عجائب الزَّمان.

قال (٣): وجِسْر مَنْبِج مَدينةٌ صَغيرةٌ، لها زرْع سَقي ومَباخِس، وماؤُهَا من الفُرَاتِ، حَصِيْنة، وزروعُها سَقي، نَزِهَةٌ، ذاتُ مياهٍ وأشْجارٍ، وهي قريبةٌ من الفُرَاتِ، وقد قاربَت أن تَخْتَلَّ وتَخْرَب.

قال البَلاذُريُّ في كتاب البُلْدانِ (٤): وقَرْيَة جِسْر مَنْبِج، ولم يكن الجِسْر يومئذٍ، إنَّما اتُّخِذَ في خِلَافَة عُثْمان بن عَفَّان رَضِيَ اللهُ عنهُ للصَّوَائَف، ويُقال: بل كان لَهُ رَسْمٌ قديم.

وقال (٥): قالوا: وأتى أبو عُبَيْدَة حَلَب السَّاجُور، وقدَّم عِيَاضًا إلى مَنْبِج، ثمّ لحقَهُ وقد صَالح أهلَها على مِثل صُلْح أَنْطاكِية، فأنفَذَ أبو عُبَيْدَة ذلك.


(a) فتوح البلدان: من غزوهم.
(b) تقدم ذكرها بالسين، وهما لغتان فيها، والذي في نشرة ابن حوقل بالسين.

<<  <  ج: ص:  >  >>