للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فابتَدأتُ قَوْلي في المَدِيْح:

إلى مَلِكٍ يَسْتَغْرقُ المالَ جُوْدُهُ … مَكَارِمُهُ نَثْرٌ ومَعْرُوفُه سَكْبُ

وما زَال هَارُون الرِّضَا ابنُ مُحَمَّد … من ميَاهِ النَّصْر مَشْرَبُها العَذْبُ

مَتَى تَبْلغُ العِيْسُ المرَاسيْلُ بابَهُ … بنا فهُناكَ الشَّمْلُ (a) والمَنْزلُ الرَّحْبُ

لقد جُمِعت فيكَ الظُّنُونُ ولَم يكُنْ … بغيركَ ظَنٌّ يَسْتَرِيْحُ لهُ قَلْبُ

جَمَعْتَ ذَوي الأهْوَاءِ حتَّى كأنَّهُم … على مَنْهج بعد افْتراقِهم رَكْبُ

بثَثْتَ على الأعْدَاء أبناءَ دُرْبةٍ … فلم يَقِهْم منهم حُصُونٌ ولا درْبُ

وما زلتَ تَرميهم بهم مُتَفَرِّدًا … أنِيْسَاكَ حَزْمُ الرَّأي والصَّارِمُ العَضْبُ

جَهدتُ ولم أبْلُغْ عُلَاكَ بمِدْحَةٍ … وليسَ على مَنْ كان مُجْتَهدًا عَتْبُ

فضَحكَ الرَّشِيْدُ، وقال: خفْت أنْ يفُوت وقْتُ الصَّلاةِ فيَنْقَطع المَدِيْحُ عليكَ، فابتدأتَ بهِ وترَكْتَ التَّشْبِيْبَ. وأمَرَني أنْ أُنْشِده التَّشْبِيْب، فأنشَدْتُه إيَّاهُ، فأمر لكُلِّ واحدٍ من الشُّعَراءِ بعَشرة آلاف دِرْهَم، وأمَرَ لي بضِعْفها.

أخْبَرَنا أبو الحَجَّاج يُوسُفُ بن خَليل بن عَبْد اللَّه إذْنًا، قال: أخْبَرَنا أبو الفَرَج بن كُلَيْب، قال: أخْبَرَنا أبو عليّ مُحَمَّد بن سَعيد بن نَبْهان، قال: أخْبَرَنا أبو عليّ ابن شَاذَان، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر مُحَمَّدُ (b) بن الحَسَن بن مِقْسَمِ المُقْرِئ، قال: حَدَّثَنَا أبو العبَّاس أحْمَدُ بنُ يَحْيَى ثَعْلَب (١)، قال: حَدَّثَنَا عُمَرُ بن شبَّة، قال: حَدَّثَنَا أحْمَدُ ابنُ سَيَّار الجُرْجَانِيّ، وكان شَاعِرًا، رَاوِيَةً، مَدَّاحًا ليزيد بن مَزْيَد، قال: دَخَلْتُ أنا وأبو مُحَمَّد التَّيْمِيّ، وأَشْجَعُ بن عَمْرو، وابنُ رَزِيْن الخُزَاعِيُّ (c) على الرَّشدِ بالقَصْر


(a) الديوان وأخبار الشعراء والأغاني: الرحب.
(b) ب: أبو بكر بن محمد.
(c) في مجالس ثعلب: الحراني.

<<  <  ج: ص:  >  >>