للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأدْرَع ابن الأَمِير عُبَيْدِ اللَّه بن عَبْد اللَّه بن الحَسَن بن جَعْفَر بن الحَسَن بن الحَسَن بن عليّ بن أبي طَالِب. ذَكَر العِمَاد أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد الأصْبَهَانِيّ (١) أنَّهُ ذكر له نَسَبه هكذا.

حدَّث عن أبي القَاسِم بن فَضْلَان الطَّرَسُوسيّ، وسَمِعَ أُسامَة بن مُرْشِد المُنْقِذِيّ، وكان يدَّعي أنَّهُ سَمِعَ مُسْنَد التِّرْمِذيّ من الكَرُوخِيّ، وسَمِعْتُه يقول إنَّهُ سَمِعَ من أبي مُحَمَّد الحَرِيرِيّ المَقَامَة الكَرْجِيَّة من إنْشَائهِ.

رَوَى عنهُ أبو عَبْد اللَّه الحُسَينُ بن أبي المَكَارِم أحْمَد بن الحُسَين بن بَهْرَام القزْوِينيّ، والد شَيْخنا أبي المَجْد مُحَمَّد، والعِماد أبو عبد اللَّه مُحَمَّد بن مُحَمَّد الكَاتِبُ.

وسَمِعْتُه يَعظ في مَجْلس المَلِك الظَّاهِر غَازِي بن يُوسُف بن أَيُّوب بحَلَب، وسَمِعْتُ شَيئًا من شِعْره من لَفْظه غير مَرَّة، وكان شَيْخًا مُسِنًّا، فَاضِلًا، فَصِيحًا، عَارِفًا بالتَّوَاريخ وأيَّامَ العَرَب، حَسَنَ المُذَاكَرَة، جَيِّدَ الشِّعْر، عَالِمًا بالأنْسَاب،

قَدِمَ حلَبَ في جُمَادَى الآخرة سَنَة ستمائة، فأكْرمه المَلِك الظَّاهِر، ونَفَق عليهِ (a)، وأجْرَى له مَعْلُومًا يَكْفيه، واسْتَكْتَب ولَدَه الأكْبَر المَعْرُوف بشَرَف العُلَى فِى دِيْوَان الإنْشَاء، وكان أصْلُهُ من الكُوفَة، وانْتَقل بعضُ سَلَفه إلى الرَّمْلَةِ.

وكان يَذكُر أنَّ مَوْلدَهُ في شَهْر رِبيع الثَّاني سَنَة سَبْعٍ وتِسْعِين وأرْبَعمائة، وأظُنُّني سَمِعتُه يَذكُر ذلك. وأخْبَرَني ولدُه شَرَف العُلَى هاشِم بن الأشْرَف أنَّ مَوْلد أبيهِ في هذا التَّاريخ، وكان كَثِيْر من النَّاس يكَذِّبُونه فِى زَعْمه ذلك، فإنَّهُ كان يدَّعي أنْ عُمُره مائة وثلاثة عَشر سَنَة، وكان غير مَأْمُون على ما يَنْقُلُه، كَثِيْر الكَذِب فيما يُخْبر بهِ.

وشَاهدْتُ نُسْختَهُ من مُسْنَد التِّرْمِذيّ وقد بيعَت بعدَ مَوْته، وهي بخَطِّ


(a) بعده في ب: وأكرمه، وهو تكرار.

<<  <  ج: ص:  >  >>