للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بُسُط الأكُفّ على انْقِبَاضِ زَمَانِهم … وُضُحِ المَكَارِم غيرِ ما أَجْبَاسِ

عَرضَتْ لهم خَتْلًا بهَيْئَةِ مُوْمِسٍ … لَبِسَت مَلَابسَها على ألْبَاسِ

حتَّى إذا لانَتْ لهم وتلَوَّنَتْ … وأَرَتْ تفَحُّجَ غيرِ ذاتِ شِمَاسِ

وَسَقَتْ لهم وهيَ النَّوَارُ بمَرْيها … فمَرَوا حَواسِكَها على اسْتِيْنَاسِ

زَبَنَتْهُم فهَوَوا وكَمْ زَبَنَتْ وما … أَلْوَتْ على مَسْحٍ ولا إبْسَاسِ

عَطَفَتْ على الجَعْدِيّ عَطْفَةَ ثائرٍ … فَفَرَتْهُ بالأنْيَابِ والأَضْرَاسِ

لَمْ يُنْجِهِ منها النّجاءُ وما اجْتَبى … لفِرَارِهِ من سُبَّقِ الأَفْرَاسِ

قد كان يَفْتَرِسُ الأُسُودَ فمَزَّعَتْ … أَشْلَاءَهُ بالمخلَبِ الفَرَّاسِ

سَلْ بالفَوَارِس من ذُؤَابَةِ هاشِمٍ … حَلَبَ العُلَى والقَصْرَ من بُطْيَاسِ

يُريدُ قصْر بُطْيَاس الّذي ابتناهُ صَالحِ بن عليّ بن عَبْد اللَّه بن العبَّاس، وسَكَنهُ هو وبنوه بظَاهِر حَلَب (a).

وسَلِ اللَّيالِيَ عن مَدَى العَرَب الأُلَى … حطَمُوا الصَّلِيبَ بجَانَبِي بَغْرَاسِ

عقَدُوا بأمْرَاسِ الأمَانِي سَعْيَهُم … ومُنَاهُم حَلَّتْ عُرَى الأَمْرَاسِ

ضَرَبَتْ لكَ المثَلَ القَرِيبَ وإنَّما … ضَربَ الأُلَى الأمْثَالَ للأكْيَاسِ

وأَرَتْكَ أمْسِ قُصُورَ مِصْرَ ومُلْكُها … مُتَوالِيَ الأعْيَادِ والأعْرَاسِ

تَتْلُو مَواكبُهُ مَواكبَ سَادِرٍ … في اللَّهْو بين المَقْسِ والمِقْيَاسِ

حتَّى إذا بلغَ المَدَى وتَتابَعَتْ … إحَنُ الخِلَاف على هَوَى السُّوَّاسِ

طلَعَتْ عليه بوَاصِبٍ مُسْتَأصلٍ … أصْلَ الجميعِ وحَاصِبٍ رَجَّاسِ

فهَوَتْ مَرَاتبُهُ وشُتّتَ شَمْلُهُ … وخَلَتْ مَجَالِسُه من الجُلَّاسِ

ما شئْتَ من غِيَرٍ وحَسْبُكَ ما تَرى … بعد المَشِيْب بغُصْنِكَ المَيَّاسِ

مَنْ يَعْرَ عن ثَوْبِ الشَّبَابِ ومَنْ يَعِشْ … كَلًّا ومَنْ يُحْجَبْ عن الأُنَّاسِ


(a) كتب ابن العديم هذا الشرح بهامش الأصل، ولم تنقله نسخة ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>