للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَقْصُرْ خُطَاهُ فما يَجْيءُ بطَائِلٍ … أيْن المَنَاسِمُ من سُمُوّ الرَّاسِ

مَنْ جاوزَ السِّتِّين أغْلَقَ رهْنُهُ … وأتَتْ عليه هَوَاجِسُ الوَسْوَاسِ

مَنْ صَاحَبَ الأيَّامَ مصَّتْ (a) عُوْدَهُ … وحَسَا حُشَاشَتَهُ الرَّغِيْبُ الحَاسِي

أَعَسَوْتَ بعد هُنَيْدَةٍ وإلى متَى … آنَ انْتِقَالُكَ أيُّهَذَا العَاسِي

ماذا طَوَتْ منْكَ اللَّيالِي من أخي … ثِقَةٍ عَدِيمِ الرَّوْعِ والإيْجَاسِ

رَيَّانَ من مَاءِ المُروَّة عَازفٍ … بالطَّبْعِ عن مستَحْقِبِ الأدْنَاسِ

ذِي مِرَّةٍ وذَكَاءِ مُجْتَمِعِ القُوَى … أرْبَى وزادَ على ذَكَاءِ إِيَاسِ

يا دَهْرُ أين غَضَارتي ونَضَارتي … ومُعَاشِري ومَعَاشِري وأُنَاسِي

لا تُكَذبنَّ هُبُوبُ عَاصِفَة الرَّدَى … تَأتي على المِشْكَاةِ والنِّبْرَاسِ

يَشْفِي البُكَاءُ عَلِيْلَ قَلْبِكَ فابْكِهِمْ … ما في البُكَاءِ عليهِمُ من بَاسِ

هي فُرْقةُ الأبَدِ الّتي أخْلَى بها … من أُلْفَة الآرَامِ كُلّ كِنَاسِ

أَمُحَمَّدٌ إنْ مُتّ مَاتَ مُحَمَّدٌ … خَيْرُ الوَرَى وأبُوكَ خَيْرُ النَّاسِ

ولكَافِلِ الأيْتَامِ أطْوَلُ مُدَّة … تُعْطِيهِ نافِلَةَ النَّدَى والبَاسِ

غَازِي وقُل ما شِئْتَ في المَلِك الَّذي … هو صِبْغَةً جَبَلُ الإلهِ الرَّاسِي

بالظَّاهر المَلِكِ الغياث زَماننُا … خَضِرٌ يَرُوقُ نَضَارةً كالآسِ

بالطَّيِّب المُحْيي الرَّجَاء لأنَّهُ … من طَيِّب الأعْرَاق والأجْنَاسِ

عَارٍ عن العَارِ الّذي وُصِمُوا بهِ … ومن المَحَامِد والمَكَارِم كَاسِ

غَرْسٌ زَكَا ونَمَا فنَوْرُ غُصُونهِ … وثِمَارهِ من أَكْرمِ الأغْرَاسِ

يا كَافِلَ الأيْتَامِ في زَمَنٍ بهِ … قَلْبُ العُقُوق على القَرَابَةِ قَاسِ

أنْتَ المُرَادُ لها ورافِعُ طَرْفِها … عند انْتِكَاسِ مَكَايدِ الأنْكَاسِ

بأَبيكَ أَرْسَى الدِّينُ في مِصْرٍ على … تلكَ الحَوَادِثِ ثَابِتَ الآسَاسِ


(a) ب: مضت.

<<  <  ج: ص:  >  >>