للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَوَمَا أَبُوكَ أغَاثَ دِيْنَ مُحَمَدٍ … وأعَادَ مِصْرَ إلى بَني العبَّاسِ

واسْتَنْقَذَ البَيْتَ المُقَدَّس رَافعًا … عَلَىَ النُّبُوَّةِ من يَدِ الأنْجَاسِ

وأَذَلَّ في حِطِّيْنَ عِزَّ صَلِيْبهم … بالمَشْرفيَّةِ والقَنا الدَّعَّاسِ

وإليكَ تَالِدُهَا يحِنّ وإنَّما … تَمْحُو الطَّريِفَ عَوَاقِبُ الإبْلَاسِ

يا مُنْتَهَىَ الآمَالِ أنْتَ كَفِلْتَني … فسَرَوتُ ثَوْبَ معَرَّةِ الإفْلَاسِ

ولبسْتُ في حَلَبٍ من العُمْر الَّذي … جَدَّدْتَ لي بالبرِّ خَيْرَ لِبَاسِ

وغَفَرْتُ ما جَنَت النَّوَى وحَلَلْتُ عن … ظَهْر المطِيِّ مَعَاقِدَ الأحْلَاسِ

فلأُبقينَّ لك الثَّنَاءَ وإنَّما … تتْلُو الثَّنَاءَ صَحائِفُ الأحْرَاسِ

أنْشَدَني نَجِيْبُ الدِّين دَاوُد بن أحْمَد الطِّيْبيُّ التَّاجر، وكَتَبه لي بخَطِّه، قال: أنْشَدَنا تَاجُ العُلَى الأشْرَفُ ابن الأعَزّ العَلَويّ الرَّمْليّ لنَفْسِه: [من الطويل]

أتَعْرفُ رَسْمَ الدّار من أُمّ سَالِم … برامَةَ أقْوَتْ بعْدَ بيضٍ نَوَاعمِ

عَهدنا بها الشُّمَّ الأنُوفَ فبُدِّلَتْ … عِرَاصُ رُبَاهَا بالمَهَا والنَّعَائِمِ

ونحنُ نُدِيرُ الكأسَ صرْفًا ونجْتَني … جنَى ثَمَرَاتِ الوَصْلِ من آل فَاطِمِ

كأنَّ لَيَالينا بجَرْعَاءِ مَالكٍ … وطَرْفُ الصّبى يَقْظَان أضْغَاث حَالِمِ

ولمَّا رَأينا الدَّارَ قفْرًا تبادرَتْ … دراكًا مَدُوْلاتُ الدُّمُوع السَّوَاجِمِ

على مَعْشرٍ شطَّتْ بهم غرْبَةُ النَّوَى … نَعِمْنا بهم والشَّمْلُ عَذْبُ المَنَاسِمِ

فواكَبدِي من لَاعِجِ الشَّوْق والهَوَى … إلى الرَّمْلَةِ الغَنَّاءِ ذاتِ الرَّوَاسِمِ

لقد حكم البَيْنُ المُشتُّ بصَرْفهِ … عليَّ وصَرْفُ البَيْن أجْوَرُ حَاكِمِ

وقَائِلَةٍ يا ابنَ الأعَزّ اصْطَبر فقد … رمَتْكَ العِدَا بالمُوْبقاتِ القَوَاصِمِ

أجدَّك ما أصْبَحْتُ إلَّا أكْيلَةً … تَرُوحُ وتَغْدُو بين لَاح ولَائِمِ

أنْشَدَني القَاضِي زَيْن الدِّين أبو مُحَمَّد عَبْدُ اللَّه بن عبد الرَّحْمن بن عَبْد اللَّه بن عُلْوَان الأسَدِيّ قاضي حَلَبَ، قال: أنْشَدَنا تَاجُ العُلَى لنَفْسِه، ولا يَبْعُد أنَّني

<<  <  ج: ص:  >  >>