للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القَاسِم الرَّقّيّ، قال: حَدَّثَنا أشْعَثُ بن شُعْبَة بالمِصِّيْصَةِ، قال: لمَّا قَدِمَ هَارُون الرَّقَّةَ، أشْرَفَتْ أُمُّ وَلدٍ لهَارُون من قَصْرٍ من خَشَبٍ، فرأتِ الغَبَرَةَ قد ارْتفَعَت، والمقالَ (a) قد تقَطَّعَت، واِنْجَفَلَ النَّاسُ، فقالت: ما هذا؟ قالوا: عَالِمٌ، من خُرَاسَان، يُقال له: عَبْد اللَّه بن المُبارك، فقالت: هذا واللَّهِ المَلِكُ (b)، لا مُلْك هَارُونَ الّذي لا يَحْمَدُه النَّاسُ إلَّا بالسَّوْط والخَشَب.

قَرأتُ بخَطِّ أبي مُحَمَّد عَبْد الغَنِيّ بن سَعيد الحافِظ في تاريخ أبي سَعيد بن أحْمَد بن يُونُس بن عَبْد الأعْلَى الصَّدَفِيّ، قال في تاريخ الغُرَبَاء القادِمين على مِصْر (١): أشْعَثُ بن شُعْبَة، كُوْفيّ، يُكْنَى أبا أحمد، ويُعْرَفُ بالمِّصِيْصيّ لسُكناهُ المِصِّيْصَة.

وقال في مَوضِع آخر (٢): يُقالُ إنَّهُ من أهْلِ خُرَاسَان، نزَلَ البَصْرَة، وخَرَجَ إلى الثَّغْر فأقام بهِ، ثُمَّ قَدِمَ إلى مِصْرَ سَنَةَ إحْدَى وتِسْعِين ومائة، وحَدَّثَ بها.

أخْبَرَنا أبو العبَّاس أحْمَد بن عَبْد اللَّه بن عُلْوَان، فيما أَذِنَ لنا في رِوَايته عنه، قال: أنْبَأَنَا مَسْعُود بن الحَسَن الثَّقَفِيِّ، قال: أخْبَرَنا أبو عَمْرو بن مَنْدَة، إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، قال: أخْبَرَنا حَمْدُ بن عَبْد اللَّه، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد بن أبي حَاتِم في كتاب الجَرْحِ والتَّعْدِيل (٣)، قال: أشْعَث بن شُعْبَة المِصِّيْصيّ رَوَى عن أَرْطَأة بن المُنْذِر، وحَنَش بن الحَارِث، رَوَى عنهُ مُحَمَّد بن عِيسَى بن الطَّبَّاع، وأحمد بن عَمْرو بن السَّرْح (c)، سَمِعْتُ أبي وأبا زُرْعَة يقولان ذلك، زاد أبي: ورَوَى عنهُ


(a) كتب ابن العديم في هامش الأصل: "والمذال"، وفي ب: والقال، والمثبت موافق لما عند السمعاني في أدب الإملاء والاستملاء ١٧٣، وفي تاريخ بغداد: النعال.
(b) ب: هو المَلِك، تاريخ بغداد: هذا واللَّه المُلْك.
(c) ب: السراج.

<<  <  ج: ص:  >  >>