للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَمِتُّ بكَ، أتُرَاكَ تُضَاربُ على الماء كما ضَرَبُوكَ بالأمسِ؟ قال مُعاوِيَة: هم خَيْرٌ من ذلك، وأرْسَل عليٌّ إلى الأشْعَث أنْ خَلِّ بينه وبين الماء.

أنْبَأنَا عُمَر بن مُحَمَّد الدَّارْقَزِّيّ، قال: أخْبَرَنا أبِو القَاسِم بن السَّمَرْقَنْديّ، إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، عن أبي القَاسِم يُوسُف بن مُحَمَّد بن المِهْرَوَانيّ، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن عليّ بن أحْمَد بن الحَمَّامِيّ المُقْرِئ، قال: أخْبَرَنا أبو صالح القَاسِم بن سَالَم الأَخْبَارِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو عبد الرَّحْمن عَبْدُ اللَّه بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل، قال: حَدَّثَني أبي -أمْلَأَ عليَّ إمْلاءً- قال: حَدَّثَنَا أبو المُغيرَة، قال: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، قال: حَدَّثَني أبو الصَّلْت سُلَيْمُ الحَضْرَميّ، قال: شَهِدْنا صِفِّيْن، فإنَّا لعلى صفُوفنا وقد حُلْنَا بين أهْلِ العِرَاق وبين الماءَ، فأتانا فارسٌ على بِرْذَوْن مُقَنَّعًا بالحديد، فقال: السَّلامُ عَليْكم، فقُلنا: وعليك. قال: فأين مُعاوِيَة؟ قلنا: هو ذا، فأقبل حتَّى وَقَف، ثمّ حَسرَ عن رَأسِهِ فإذا هو أشْعَث بن قَيْس الكِنْدِيّ، رَجُلٌ أصْلعُ ليس في رأسهِ إلَّا شَعَرات، فقال: اللَّهَ اللَّهَ يا مُعاوِيَة في أمَّةِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، هَبُوا أنَّكم قتَلْتم أهْلَ العِرَاق، فَمن للبُعُوث والذَّرَارِيّ (a)، أم هَبُوا أنَّا قَتَلْنا أهْل الشَّام، فَمن للبُعُوث والذَّرَارِيّ (b)، اللَّه اللَّه فإنَّ اللَّه يَقُول: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} (١)، فقال له مُعاوِيَة: فما الّذي تُريد؟ قال: نُريد أنْ تُخَلُّوا بيننا وبين الماءِ، فواللَّه لتُخَلُّنَّ بيننا وبين الماءِ، أو لنَضَعَنَّ أسْيَافَنا على عَواتقنا، ثمّ نَمْضي حتَّى نَرد الماء أو نَمُوت دُونه. فقال مُعاوِيَة لأبي الأعْوَر عَمْرو بن سُفْيان: يا أبا عَبْدِ اللَّه، خَلّ بين أخواننا وبين الماءِ، فقال أبو الأعْوَر لمُعاوِيَة: كَلَّا واللَّهِ يا أُمَّ عَبْدِ اللَّه (a)، لا نُخَلِّي بينهم وبين


(a) ب: وللذراري.
(b) ب: وللذراري.

<<  <  ج: ص:  >  >>