للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المَيْدانيّ (a)، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد عَبْدُ اللَّه بن عَبْد الغَفَّار بن مُحَمَّد بن أحْمَد بن إسْحاق -قَدِمَ علينا- قال: أخْبَرَنا أبو عليّ مُحَمَّدُ بن سُلَيمان بن حَيْدَرة، قال: حَدَّثَنَا العبَّاسُ بن الوَلِيد بن مَزْيَد، قال: سَبَقَ أصْحَابُ مُعاوِيَة إلى الماءَ بصِفِّيْن قَبلَ أصْحَاب عليّ، وعلى أصْحَابِ مُعاوِيَةَ رَجُلان أحدهُما أبو الأعْوَر السُّلَمِيّ، والآخر بُسْرُ (b) بن أبي أَرْطَأة، فلمَّا قَدِمَ أصْحَاب عليّ مَنَعُوهُم الماءَ واحْتَازُوه دونَهُم، فأرْسَل عليٌّ إلى مُعاوِيَة أنْ يَطْلِق الماءَ لعَسْكَره: فلو كان أصْحَابي سَبَقُوا إليه ما مَنَعُوك.

قال: فاسْتَشار عَمْرَو بن العَاص، وعبد اللَّه بن أبي سَرْح، وكان أخا عُثْمان لأُمِّهِ، فقال عَمْرو: أرى أنْ تُطْلقِ لهم الماءَ، وقال ابنُ أبي سَرْح: لا تُطْلق لهم الماء حتَّى يَموتُوا عَطَشًا كما قتلُوا أَمِيرَ المُؤْمنِيْن عَطَشًا -يعني بذلك عُثْمان- فمال مُعاوِيَةُ إلى قَوْله، وتركَ قول عَمْرو، فلمَّا ضَرّ (c) بأصْحَاب عليّ ذلك، أصْبَح على باب جُجْرَة عليّ إثنا عَشر ألفًا من أصْحَاب البَرَانِس، وقالوا: يا أَميرَ المُؤْمنِيْن، أَنَهْلك ونحن نَنْظُر إلى الماءِ؟ قال: فَمن له؟ قال الأشْعثُ بن قَيْس: أنَا، قال: فشَأنُك، قال: فتقدَّم بهم، قال: فجَعَلَ يُلْقي رُمْحه ويَمشي (d) بطُوله وهو راجل، وهو يَقُول (١): [من الرجز]

ميعَادُنا اليَوْم بَيَاضُ الصُّبْح … هل يصْلح الأمر بغير نُصْح

لَا لَا ولا الزَّاد بغَيْر مِلْح … ادنُوا إلى القَوْم بطَعْنٍ كَدْح

حَسْبي من الإقْدَام قيْد رُمْح

قال: فحملُوا عليهم فأزالُوهم عن الماء، وقعَدُوا عليه، فقال عَمْرو لمُعاوِيَة:


(a) في تاريخ ابن عساكر: المدائني، وورد صحيحًا عنده في غير هذا الموضع.
(b) ب: بشر.
(c) ابن عساكر: أضرّ.
(d) ابن عساكر: ويسمي!.

<<  <  ج: ص:  >  >>