للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخْبَرَنا أبو الحَسَن بن رِزْقُوَيْه، قال: أخْبَرَنا أبو عَمْرو عُثْمان بن أحْمَد الدَّقَّاق، قال: حَدَّثَنَا أبو علي الحسن بن سَلَّام السَّوَّاقُ، قال: حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بن بَيَان البَغْدَادِيّ، قال: حَدَّثَنَا يَزِيد بن أَوْس الحْمِصِيّ، عن عَامِر بن شُرَحْبِيل، عن عَبْد اللَّه بن سَعيد ابن قَيْس الهَمْدانيّ -في حَديثٍ طَويلٍ في جُزءٍ أخْبَرنا بإسْنَادِه أبو النَّجْم بَدْر بن عَبْد اللَّه، قال: أخْبَرَنا- وأبو الحَسَن بن سَعيد، قال: حَدَّثَنَا أبو بَكْر الخَطِيب (١)، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن بن رِزْقُوَيْه فذَكَره بإسْنَاده ولم يَسُقِ الحَدِث بتمَامِهِ.

قال: لمَّا قَدِمَ النَّاسُ من جميع الآفاق، قام -يعني عَبْد المَلِك- فيهم خَطِيبًا، لحمدَ اللَّه وأثْنَى عليه، ثمّ قال: أيُّها النَّاسُ، إنَّ العَدُوّ قد كَلب عليكم، وقد طَمع فيكم، وهُنْتم عليه لتَرْككمُ الغَزْو لهم واسْتِخفافكُم بحقِّ اللَّه، وتشَغلكم عن الجِهادِ في سَبِيْل اللَّه، وقد عَلمِتُم ما وَعَد ربُّكم في الجِهَاد لعَدُوّه، وقد أَرَدْت أنْ أُغْزِيكَمُ غَزَاةً كَريْمَةً شَريفةً إلى صَاحب الرُّوم ألْيُوْن، واللَّهُ مُهْلِكُهم ومُبَدِّدُ شَمْلَهم، ولا قُوَّةَ إلَّا باللَّه العظيمِ، وقد جَمَعْتُكم يا مَعْشَرَ المُسْلمِيْن وأنتم ذَوو البَأْس والنَّجْدَة والشَّجَاعَة، وإنَّ من حقِّ اللَّه تعالى أنْ تقومُوا للَّه سُبْحَانَهُ بحَقِّهِ ولنبيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم بنُصْرته، وقد أَمَّرْت عليكم مَسْلَمَةَ بن عَبْد المَلِك، فاسْمَعُوا له وأطِيْعُوا أمْرَهُ، تَرْشدُوا، وتُوَفَّقوا، فإنْ اسْتُشْهدَ فالأَميرُ من بعده مُحَمَّدُ بن خَالِد بن الوَلِيد المَخْزُوميّ، فإنْ اسْتُشْهِدَ فالأَمِير من بعده مُحَمَّدُ بن عَبْدِ العَزِيْز، وقد ولَّيْتُ الغَنائِم رَجَاءَ بن حَيْوَة وصَيَّرته أمِيْنًا على مَسْلَمَة وعليكم، وقد وَلَّيْتُ على تَمِيْمِ مُحَمَّدَ بن الأحْنَف، وعلى هَمْدَان عَبْدَ اللَّه بن قَيْس، فقُلتُ: يا أَمِير المُؤْمنِيْن، ولِّ غيري فإنِّي قد آلَيْتُ أنْ لا أكون أميرًا أبدًا، فوَلَّى هَمْدَان صَدَقَة بن اليَمَان الهَمْدانِيّ، وعلى رَبِيْعَة عبد الرَّحْمن بن صَعْصَعَة، وعلى طَيِّء ولَخْم وجُذَام عَبْدَ اللَّه بن عَدِيّ بن حَاتِم الطَّائيّ، ووَلَّى على قَيْس الضَّحَّاكَ بن مُزَاحِم الأسَدِيّ، ووَلَّى


(١) لم أجده في مؤلفات الخطيب البغدادي.

<<  <  ج: ص:  >  >>