للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على بني أُمَيَّة وجَمَاعَة قُرَيشْ مُحَمَّد بن مَرْوَان في الحَكَم، ووَلَّى على كِنْدَة وغَسَّان الأَصْبَغَ بن الأشْعَث الكِنْديّ، ووَلَّى على رؤَسَاءَ أهْل الحِجَاز عُبَيْدَ اللَّه بن عَبْد اللَّه بن عُمَر بن الخَطَّاب، ووَلَّى على رُؤَسَاءِ أهْل الجَزِيْرَة والشَّام البَطَّال، ووَلَّى على رُؤَسَاء أهْل مِصْرِ يَزِيدَ بن مُرَّة القِبْطِيّ، ووَلَّى على رُؤَسَاء أهل الكُوِفَة الهَيْثَمِ بنَ الأَسْوَد النَّخَعِيِّ، وولَّى على أهل البَصْرَة سُليْمانَ بن أبي مُوسَى الأشْعَرِيّ، وولَّى على رُؤَسَاء أهل اليَمَن جَابِر بن قَيْسٍ المَذْحِجِيّ، ووَلَّى على رُؤَسَاءَ أهل الجِبَال عَبْدَ اللَّه بن جَرِير بن عَبْدِ اللَّه البَجَليّ.

ثُمَّ أقْبل على مَسْلَمَةَ بن عَبْد المَلِك، فقال: يا بُنَيّ، إنِّي قد وَلَيتُكَ على هذا الجَيْش فسِرْ بهم، وأقْدم على عَدُوّ اللَّه ألْيُوْن كَلْبِ الرُّوم، وكُن للمُسْلمِيْنَ أبًا رَحِيْمًا، ارفُق بهم وتعاهَدْهُم، وإيَّاكَ أنْ تكونَ جبَّارًا عَنِيْدًا مُخْتالًا فَخُورًا.

ثمّ عَرَض النَّاسَ فانْتَخب منهم ثلاثين ألفًا من أهْلِ البَأْس والنَّجْدَة، واتَّخذ من الخَيْل والفُرْسَان ثلاثين ألفًا، وقال: يا بُنَيّ، صَيِّر على مُقَدِّمتك مُحَمَّدَ بن الأحْنَف بن قَيْس، وعلى مَيْمَنتك مُحَمَّدَ بن مَرْوَان، وصَيِّر على مَيْسَرتكَ عبدَ الرَّحْمن بن صَعْصَعَة، وصَيِّر على سَاقتكَ مُحَمَّدَ بن عَبْد العَزِيْز، وكُن أنت في القَلْب، وصَيِّر على طَلائعِكَ البَطَّالَ، وأمُره فليَعُسَّ باللَّيْل العَسْكَر فإنَّهُ أمينٌ ثِقَةٌ مِقْدَامٌ شُجَاعٌ.

وذكَرَ بَاقي وَصِيَّتهِ، قال: فخَرَج مَسْلَمَةُ يَوْم الجُمُعَة بعد صَلَاةِ الظُّهْر، وذلك أوَّل يَوْمِ من رَجَب، وخَرَجنا معه، وخَرَج عَبْدُ المَلِك معنا يُشَيّعُنا حتَّى بَلَغ إلى باب دِمشْق، ثُمَّ خَرَج معنا مَسْلَمَةُ وعَسْكَرْنا على رأس أرْبَع فَرَاسِخ من دِمشْقَ، وذَكَرَ القِصَّة بطُولها.

<<  <  ج: ص:  >  >>