للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمَّاه سَلْجُوقًا، وكان يُلَقِّبه بسُبَاشِي (١)، يعني: مُقَدَّم الجَيْش، وكان لسَلْجُوق أرْبعة أوْلَاد: مِيْكائِيل، ومُوسَى، وأَرَسْلَان المُلَقَّب بيَبْغُو أكلان، وآخر تُوفِّي في زَمان شَبَابهِ.

وكان للأمير مِيْكائِيل بن سَلْجُوق ولدان: طُغْرِلبِك، ودَاوُد جَغْرِي بك، فعَلَى هذا يكُون ألْب (a) أَرَسْلَان مُحَمَّد بن جَغْرِي دَاوُد بن مِيْكائِيل بن سَلْجُوق بن دُقَاق.

وقَراتُ في بعض التَّوَاريخ (٢): أنَّ أباه جَغْرِي بك عَهِدَ إليهِ في سَنَة إحْدَى وخَمْسِين وأرْبَعِمائة حين مَرض باليَرَقَان، وضَعُف مَزَاجُه، وجَهَّز إليهِ السُّلْطان مَوْدُود جَيْشًا إلى خُرَاسَان، ففوَّض وِلَايَة عَهْده إلى ابْنِه ألْب أَرَسْلَان، فأقام ألْب أَرَسْلَان ببَلْخ مُدَّةً حتَّى انْكَشَفثْ عنهُ وَعْثاءُ السَّفَر.

ولمَّا سَمِعَ مَوْدُود بذلك جَمعَ الجُنُود ولَزمُوا مكانَهُمِ، فحَمَل عليهم السُّلْطانُ ألْب أَرَسْلَان حَمْلَةً ساق التَّقْدير منها إلى جُيُوش غَزْنة قَتْلًا ذَرِيعًا، وانْهزامًا سَرِيعًا، وأَسَر ألْب أَرَسْلَان ألفَ رَجُل من القُوَّادِ، وغَنِم من الخَيْلِ والسِّلاح ما لا يَدْخُل في الحِسَاب، فلمَّا دَخَلَ على أبيهِ جَغْرِي بك سُرَّ بذلك وزَالَ مَرَضُهُ، ثمّ سَار بعد ذلك جَغْرِي بك وألْب أَرَسْلَان إلى تِرْمِذ ووالي القَلْعَة بها الكَاتِب البَيْهَقِيّ، فخَرَجَ منها، وتَوَجَّه إلى غَزْنَة، وسَلَّها إلى جَغْرِي بك، ففوَّض جَغْرِي بك وِلَايَة بَلْخ وطَخَيْرستَان وتِرْمِذ ووَخْش ووَلْوَالِج (b) إلى ألْب أَرَسْلَان، وشَدَّ أزْرَهُ بوِزَارَة أبي (c) عليّ بن شَاذَان، فعمر بلادَهُ بحُسْن كفَايَتهِ، ولمَّا قَرُبَ مَوْتُه


(a) ساقطة من ب.
(b) ب: ووالج.
(c) ساقطة من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>