للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَسَدٍ قَتَلَته، وكان مَلِكَهُم؛ قَتَلُوه لعَسْفه وظُلْمه، انتخى (a) له علْبَاءُ بن الحارِث بن حَارِثَة بن هِلال، أحَدُي بَنِي كَاهِل بن أسَد، فضَرَبَهُ بعُكَّازٍ فَأصَابَ نَسَاهُ فماتَ، وانْتَهَبُوا أمْوَاله، وكان حُجْر قَتَل أباهُ.

ولمّا بلَغُه قَتْلُه (b) قال: ضَيَّعَني صَغِيرًا، وحمَّلني ثقْلَ الثَّأر كَبيرًا، اليَوْم خَمْرٌ وغَدًا أمْرٌ! وقال أبْيَاتًا، ثمّ نَهَضَ واسْتَنْهَض بَكْرَ بن وَائِل فأجَابوه، فهَجَم على بَنِي كِنَانَة، فقَتَل فيهم ظَنًّا منه أنَّهم بَنو أَسَد، حتَّى أخْبرته عَجُوز بهم، ثمّ وَاقَع بَني أَسَد، ولم يُدْرِك منهم ثأرَهُ، وبعد ذلك أبَت بَكْرُ وتَغْلِبُ أنْ تتَّبعَهُ لقَتْله كِنَانة ظُلْمًا، وآل أمْره حتَّى دَخَل الرُّوم واسْتَنْجَد بمَلِكِهم واسْمُه أسْطَاس.

قال الوَزِير أبو القَاسِم (١): وقيل إنَّهُ لمَّا قُتِلَ حُجْر، تَنَازع امْرُؤ القَيْس، ابْنُه (c)، وثَعْلَبَة بن مَالِك أحدُ بَنِي عَمْرو بن مُعاوِيَة بن الحَارِث بن مُعاوِيَة بن كِنْدَة في المُلْكِ بعدَهُ، فأجْمَعَا للحَرْب، فأكْمَنَ امْرُؤُ القَيْس أصْحَابه، وبَرَز إلى ثَعْلبَةَ وَحْدَهُ، وطَعَن فيهم، فحملُوا عليه فولَّى هَارِبًا، وهُم في طَلَبه، فخرَج عليهم أصْحَابُ امْرِئ القَيْس فكَسَرُوهم وأُسِرَ ثَعْلَبَة وقَتَلَهُ صَبْرًا، وقال (٢): [من المتقارب]

لا وأبيك ابنَة العَامرِيّ … لا يدَّعي (d) القَوْمُ أنِّي أفِر

قُلتُ: قد ذَكَرَ الوَزِير أنَّهُ لمَّا قال (٣): [من المتقارب]

وهِرٌّ تَصِيْدُ (ح) قُلُوبَ الرِّجَال … وأفْلَت منها ابن عَمْرو حُجْر


(a) كذا في الأصل، ب، ولعل الأصح: انتحى، بمعنى أكمن في ناحية.
(b) ب: قل أباه.
(c) ب: تنارع ابنه امرؤ القيس ابنه!.
(d) قوله "لا يدي" ساقط من ب.
(e) مهملة في الأصل، وفي ب: يصيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>