والبيتان جَمِيعًا في قَصِيدَةٍ واحدةٍ، وفي ذلك من التَّنَاقُضِ ما لا يَخْفَى.
قال الوَزِيرُ: بعضُ النَّاس يَظُنُّ أنَّ وِفَادَة امرئ القَيْس إِلى الرُّوم كانت للاسْتِجَاشَة على بَني أَسَدِ، وليس كذلك، وإنَّما سَبَبها أنَّ المُنْذِر بن ماءِ السَّماء اللَّخْمِيَّ لمَّا عاد إلى المُلْكِ أيَّام أنوشَرْوان، أنْفَذ في طَلَب بَنِي آكِل المُرَار جَيْشًا من بَكْر وتَغْلِب، فأَسَرِ منهم ستَّةَ عَشر رَجُلًا، وقيل: اثْنَى عَشر، فضرَبَ أعْنَاقهُم بالحِيْرَة، في دُور بَني مَرِيْنَا، وهي تُسَمَّى لذلك تَلّ الأمْلَاك (a)، ولذلك قال عَمْرو بن كُلْثُوم (١): [من الوافر]
ونَجَا امرؤ القَيْس بالهَرَب، ولَجأ إلى هَانئ بن مَسْعُود بن عَامِر بن عَمْرو بن أبي رَبِيْعَة بن ذُهْل بن شَيْبَان، فاسْتَجَارَه فلم يُجره، فأتَى سَعْد بن الضِّبَاب الإيَادِيّ، وكان سَيِّدَ قَوْمه في وَقْته، فأجارَهُ زمَنًا فمَدَحَهُ وهَجَا هَانئ. وقيل: إنَّ أُمَّ سَعْد كانت تحت حُجْر، فطلَّقها وهي حَامِل، فتزوَّجها الضِّبَاب، فولدت عنده سَعْدًا فنُسِبَ إليهِ.
ثُمّ تنقَّل في الأحياء في طَيِّءٍ، وذكَرَ الوَزِيرُ كَثِيْرًا ممَّن نَزَل عليه، ثمّ قال: إنَّهُ