للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَزَلَ على المُعَلَّى بن تَيْم بن ثَعْلَبَة بن جُدْعان بن مَقْصُور واسْمُه لَوْذان بن ذُهْل بن رُوْمَان بن جُنْدَب بن خارِجَة بن سَعْد بن فُطْرَة بن طَيِّء، فلمَّا تغَيَّب المُعَلَّى عن بيَتْه اغْتَنَمها المُنْذِر، وقصَدَ بَيْته وفَتَّشَهُ، فأدْخَل ابنُه امْرُؤ القَيْس إلى نِسَائهِ، فلم يَجدْهُ عندهم وعاد، فَمدَحَهُم امْرُؤُ القَيْس (١): [من الوافر]

كأنِّي إذ نَزَلتُ على المُعَلَّى … نَزَلْتُ على البَوَاذِخ من شَمَامِ

فما مَلِكُ العِرَاق على المُعَلَّى … بمُقْتدر ولا الملكُ (a) الشَّامِ

أصَدَّ نشَاصَ ذي القَرْنَيْن … حتَّى تَولَّى عَارِضُ المَلِكِ الهُمَامِ

أقرَّ حَشَا امرئ القَيْس بن حُجْرٍ … بنو تَيْم مَصَابِيْحُ الظَّلَامِ

فسُمُّوا مَصَابِيْح الظَّلَام لهذا القَوْل، ثمّ خَرَج امْرُؤ القَيْس من فَوْره يريدُ قَيْصَر.

قُلتُ: وقال امْرُؤ القَيس في المُلُوك الّذين قتلهم المُنْذِر بن ماء السَّماء من بني آكِل المُرَار بالحِيْرَة (٢): [من الوافر]

ألَا يا عَيْن بَكِّي لي شَنيْنا (b) … وبَكِّي لي المُلُوك الذَّاهبِيْنَا

مُلُوكًا من بني حُجْر بن عَمْرو … يُسَاقُونَ العَشِيَّة يُقْتَلُونا

فلو في يَوْم مَعْركةٍ أُصِيْبُوا … ولكن في ديار بني مَرِيْنَا

فلم تغْسَل جَمَاجمهم بغُسْلٍ … ولكن بالدِّماءِ مُرَمَّلِيْنَا (c)

بنو مَرِيْنَا: قَوْمٌ من أهْل الحِيْرَة.

وذَكَرَ أبو عَمْرو عُثْمانُ بن بَحْر الجاحِظ في تَقْدير ما بين رسُولِ الله


(a) ديوانه والأغاني: ملك.
(b) الأصل وب: سنينا، والمثبت من الديوان، والشنين قطر الماء.
(c) الأصل: مزملينا، والمثبت من ب والديوان والأغاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>